فخ وقع فيه المجلس الانتقالي الجنوبي

> إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة المناصفة وحضورها ضمن إطار الشرعية كان فخاً مخططاً له بدبلوماسية دقيقة، وبعناية شيطانية من الدولة الراعية لمبادرة اتفاقية الرياض 2، والتي حددت آلية تنفيذية منظمة، ومن ضمنها حكومة المناصفة وتحديد اسم محافظ عدن ومدير عام مكتب أمن المحافظة، وانخراطهما في إطار الشرعية، ومنح للمجلس الانتقالي الجنوبي أربع حقائب وزارية، وبقية الحقائب الوزارية توزع على القوى السياسية الجنوبية الأخرى. أصبحت كفة ميزان الشرعية أثقل من كفة الانتقالي، مما ساهم هذا، إلى النظر للانتقالي بالمستقبل، في عدم إشراكه بمحادثات السلام، أو حوارات تؤشر أو تلمح إلى الحرية والعدالة الاجتماعية واستقلال الدولة الجنوبية.

استقلال الدولة الجنوبية ممن؟، الحوثة في الشمال، والشرعية مشتركة مع الانتقالي الجنوبي، استقلال الدولة الجنوبية من أي جهة استعمارية للجنوب.

نبهنا كثيراً، ومن هذه النقطة بالذات، لكن لم يستمع لنا، بل العكس، بتوقيع اتفاقية الرياض 2 وآليتها التنفيذية خسر المجلس الانتقالي الجنوبي أهم إنجازاته، والتي لا تقدر بثمن، وهو إحلال وإلغاء الإدارة الذاتية للجنوب، التي أعلنها سيادة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، والتي كانت السوط الأليم والموجع محلياً وإقليمياً ودولياً، والتي بوساطتها تجبر كل الأطراف السياسية والعسكرية المتنازعة مع الجنوب، على الخضوع والخنوع إجبارياً للمجلس الانتقالي الجنوبي وتنفيذ شروطه، لأنه ملك الأرض وقوة عسكرية جنوبية، ووراءه شعب الجنوب مؤازر وداعم، وكان النصر صبر ساعة، وكل المؤشرات تشير إلى ذلك، والدليل هو الصراخ الجنوني للشرعية وتبعاتها من نجاح وثبات الإدارة الذاتية للجنوب، ووضع الحلول للمرحلة القادمة على طريق الحرية واستقلالية الدولة الجنوبية، دولة حرة مستقلة كاملة السيادة على الحدود المتعارف عليها قبل عام 1990م.

الآن تم استبعاد المجلس الانتقالي الجنوبي من أي مفاوضات أو محادثات أو حوارات رسمية ودولية، وسيبقى الوضع الطبيعي مفاوضات السلام بين الشرعية في الجنوب، والحوثية في الشمال، والواقع الذي يعيشه الجنوب واقع مؤلم، ومن سوء إلى أسوأ في كل مجالات الحياة المختلفة، وهذه خطة محكمة وجهنمية بإيقاع المجلس الانتقالي الجنوبي في فخ سياسياً وعملياً وواقعياً، لا يستطيع الخروج منه إلا بعملية وخطوة أكبر من الإدارة الذاتية للجنوب سياسياً وعسكرياً، وهذا مطلب شعب الجنوب بكل مكوناته وأحزابه، وغيرها من الأصوات التي تقف وراء انتزاع استقلال الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى