رائد طه.. وفاء الجمهور ووفاء الفنان

> مختار مقطري

> توفي الفنان الممثل الموهوب رائد طه، حدث جسيم وجلل، فعدن أحبت هذا الفنان الشاب منذ أول ظهور له على خشبة المسرح، لأنه آثر أن يزرع الابتسامة على شفاه الجمهور دون إسفاف أو ابتذال، وإذا وجه نقداً وجهه بلا قسوة، فكان يتضح أن رائد طه يعي كيف يتعامل مع الجمهور وكيف يختار النصوص التي تحمل قيمة فكرية وتنويرية راقية ومهذبة، وليس كوميديا فارغة. لذلك احترمه الجمهور وأحبه وهو احترم جمهوره وأحبه، ولذلك لم يكن مستغرباً أن يحتشد الآلاف من جمهوره للمشاركة في جنازته، ليلقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة. فكانت جنازة كبيرة ومهيبة استحقها الفقيد، وأثبتت أن جمهور عدن يحب فنانيه المخلصين والأوفياء له، وكان الفقيد وفياً ومخلصاً فلم يتحدث عن معاناته الفنية والإنسانية إلا ببضعة أسطر نشرها في الفيس أبانت أنه كان مصاباً بمرض عضال في القلب لم يذكر اسمه ولم يتشكى في رسالته من المرض والضعف، فهو ملتزم لجمهوره بالحيوية والنشاط ليقدم له أفضل ما لديه. ورغم مرضه العضال كان شاباً مرحاً وحيوياً وله عزة نفس وكبرياء فلم يستجد ولم يشحت كي لا يسقط في نظر جمهوره.

ويبدو أنه خاف من الموت في لحظة ضعف، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء، فمد يده إلى البعض لمؤازرته على المرض الخطير وهذا من حقه، فخذله هذا البعض، هل كانوا أصدقاؤه؟ لا أظن، هل كانوا من أهله؟ مستحيل أنهم بالتأكيد بعض الجهات المختصة وبعض المسؤولين في وزارة الثقافة، واتهموه بأنه ليس محتاجاً لأنه يشتغل، وهم يعلمون أن وسائل نشر الإبداع تدفع ملايين للمبدعين.

الله أعلم، والأسطر هذه قد زادت جرح الجمهور عمقاً وزادته ألما على ألم، ووجعاً فوق وجع، فلم تتح له الفرصة ليقف إلى جانب فنانه الممثل المحبوب، ولا شك أنه غضب من كل من تخيل أنهم قد خذلوه، والخذلان ليس جديداً في عدن.

والفنان الفقيد رائد طه هو أحد مؤسسي فرقة (خليج عدن) النموذجية للمسرح، التي ظهرت في العام 2007، وقدمت أعمالاً كوميدية رائعة علي خشبة المسرح، وبرهنت أن الجمهور الفني موجود ويتوق لمشاهدة أعمال مسرحية هادفة وراقية جداً ليس فيها إسفاف أو ابتذال، واشترك فناننا الفقيد في كثير من تلك الأعمال فأحبه الجمهور.

فناننا الغالي رائد طه أسعدتنا وأضحكتنا بمشوارك الفني القصير، ونعاهدك على الوفاء، أبداً لن ننساك.

تغمدك الله بواسع الرحمة والغفران

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى