رفع سعر المشتقات وتدهور الكهرباء يحولان الشارع إلى قنابل موقوتة

> تقرير/ ملاك نبيل:

> قرار متهور يخلف خسائر وتبعات لا حصر لها
أصوات الموطنين المبحوحة، من كثرة المطالبة بتثبيت سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، لم تجد لها السلطات الحاكمة ردا سوى رفع أسعار المشتقات النفطية. وعزت شركة النفط إعلانها رفع التسعيرة 30 % عن السعر القديم إلى استمرار التلاعب بأسعار الصرف، الأمر الذي بدأت هذه المشكلة وكل المشاكل منه. والعجيب أن حل أزمة المشتقات، التي جرت بذيلها سيل الأزمة الخانقة، بيد تلك السلطات التي اتخذته مؤخرا مبررا لجلد المواطن.

لم يقبل المواطن المغلوب على أمره ذاك القرار، وقابله كغيره من القرارات الانتهازية غير المدروسة بالسخط، خاصة أن المشتقات النفطية تعد العصب المحرك لكافة قطاعات الحياة، وقرار كهذا كفيل أن يشل الحركة ويتسبب بمزيد من المعاناة، "الأيام" نزلت إلى الشارع وتلمست حال المواطن المتأثر الأول والمباشر بالقرار الجائر وأعدت التقرير الآتي:

أحمد، أحد سائقي باصات الأجرة، قال إن الحياة أصبحت صعبة جدا، فغالبا كل ما يجمعه من مال خلال رحلة عمله اليومية يذهب للبترول، "ألفين ثلاثة لا تكفي لثلاث وجبات في اليوم".

أما صفاء فرأت أن كل ما في هذه البلاد لا يحتاج الكلام ولا يحتمل، "كل شيء في تدهور مستمر، وكل فترة نمر بظروف خانقة من ارتفاع سعر الصرف الذي يعقبه ارتفاع أسعار المواد الغذائية وصولا لأزمة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، لا نطالب إلا بأبسط حقوقنا. نريد ماء وكهرباء ورواتب فذلك أضعف الإيمان لنعيش بكرامة".

ويؤثر هذا الارتفاع على أسلوب حياة الناس، فذلك ينعكس في ارتفاع أجرة المواصلات والتنقلات الداخلية، التي تعرقل مسار يوم المواطن، الذي يحمل هم شراء المواد الغذائية، فيما المرتبات لم تأتِ بعد، والدخول في الموت السريري الذي تنتجه ساعات انطفاء التيار غير المنتهية.

"قبل هذه الفترة كانت العديد من العائلات تعيش حياة كريمة بما لديها من دخل، الآن أصبحت تلك العائلات في الشوارع تبحث عن قوت يومها بسبب الغلاء الفاحش، ولا نقول غير حسبنا ونعم الوكيل". تقول ندى المتحسرة على واقع الأسر المهانة كرامتها لما تلقاه من صعوبة حقيقية في سد الجوع كأبسط مقوم لاستمرار الحياة.

ويرجع المواطن حسين التقلب المستمر في أسعار النفط إلى التشعب والتعددية التي تعيشها عدن حاليا، مشيرا إلى أن عدن سابقا كان قليلة التعداد السكاني وخالية من أي أزمات مماثلة. أما أم عامر فأكثر ما يشغل بالها هو أسعار المواد الغذائية المتأثرة بطبيعة الحال بأسعار الصرف، فهي في أسرة مكونة من 6 أشخاص ربها يعمل في قطاع الجيش ما جعلهم يعيشون عدة أشهر بلا مرتبات ولا يزالون.

سعاد سامي لديها مشروعها الخاص لبيع الأطعمة السريعة، وتؤكد هي الأخرى أن أسعار الصرف والمشتقات النفطية تؤثر على مشروعها المتواضع الذي تصرف منه على أولادها اليتامى، "تكلفة التوصيل والمواد الغذائية المستخدمة في الطبخ والغاز كلها ارتفعت، وأصبح مكسبي أقل مما كان عليه سابقا، المشكلة أنني لا أقدر أن أرفع سعر الوجبات، لأنه لن يكون هناك إقبال، حالنا لا يعلم به غير الله".

أما صاحبة محل تشوك جوزال واستديو ماديرا، تهاني الخضر، فأوضحت الضرر الواقع على أصحاب المشاريع التجارية بسبب الأزمات الحالية قائلة: "ارتفاع أسعار المشتقات النفطية أثر فينا بشكل كبير، لدينا مشروعان، ولكل مشروع فرعان، واحد في خورمكسر والآخر في الحجاز، ويوميا ننقل البضاعة بين المحال، ونهاية الدوام نقفل الحسابات، وارتفاع سعر البترول ضاعف المصاريف اليومية".

حتى إسماعيل، صاحب محل للبهارات، قال إن تجارته تأثرت بأسعار النفط، فتكاليف الطحن وتشغيل المولد الكهربائي والمواصلات ارتفعت إثر ذلك، "اضطررت إلى رفع أسعار البهارات وتقليل الكميات للزبائن، المحطات الحكومية مغلقة وأنا اشتري الديزل من السوق السوداء بسعر مرتفع عن السعر المحدد المرتفع أصلا، لأني مضطر".

أيمن، صاحب سوبر ماركت في عدن، أشار بالقول إلى أن الأزمات كثرت في الفترة الأخيرة بين أسعار الصرف المتلاعب بها وأسعار السلع الاستهلاكية التي لا تعود للسعر القديم عند انخفاض سعر الصرف وأسعار المشتقات النفطية، لكن أزمة انقطاع الكهرباء تظل هي الأزمة الأم التي تؤرق التاجر والمواطن وكل من ليس له موطئ قدم في السلطة بهذه البلاد.

ومررت ببسطة لبيع الخضار، وما إن سألت البائع عن تأثره بالقرار حتى سارع بالقول: "نحن تضررنا بالفعل، لكن أكثر الفئات تضررا هم المواطنون من أصحاب الدخل المحدود، فنحن عند الارتفاع نرفع أسعار الخضار لتغطية تكاليف النقل من لحج والصبيحة، ويواجه المواطن تلك المشكلة بمفرده".

في ظل استمرار الحرب التي جاوزت سبع سنوات، والتي اتخذت أشكالا عدة لمهاجمة المواطن البسيط ونهش جثته، تتفن السلطات الحاكمة، كل في موقعه، في إنزال شتى أنواع التعذيب والتنكيل بالمواطن، الذي أظهر احتمال كل أنواع المعاناة التي مرت به، عدى الكهرباء؛ نظرا لظروف الجو لدينا، وهو ما تتخذه قوى الفساد سلاحا فاعلا للقضاء على من بقي من الشعب .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى