العازف يحيى محمد فضل العقربي.. سامر العود المعجزة

> إبراهيم صالح حسن

> منذ لقائي به لأول مرة، وكنت حينذاك في بداية طريقي عازف كمنجة، حين كنت أتردد على معهد الفنون الجميلة في المعلا (حافون)، وكان أنذاك مديرها الأستاذ الفنان القدير جميل غانم في بداية عام 1970م، وكنت شغوفاً بالاستماع لمعزوفاته على آلة العود (جميل غانم)، كانت نغماته تشدني لمتابعة الاستماع له، وكذا كانت إذاعة عدن الموقرة حينذاك تذيع مقاطع من معزوفاته (جميل غانم) باستمرار رحم الله جميل غانم.

وكما ذكرت آنفاً أن لقائي بالأستاذ يحيى محمد فضل للمرة الأولى كان في منزل الفنان علي صالح الشيخ في نفس الفترة التي كنت أتردد على معهد الفنون الجميلة، وقد شاهدني الأستاذ الفنان يحيى محمد فضل وأنا حاضن العود قال أنت حاضن العود مثل جميل غانم.

ثم تواصلت لقاءاتي بالأستاذ يحيى محمد فضل، وعزفت على آلة الكمان معه على مدى سنوات طويلة، حيث كنت أقيم في مدينة الشعب بجوار منزله، وهذا ساعدني كثيراً أن التقي به في ديوانه، وكذا مرافقته والمشاركة معه عازف كمنجة في مناسبات عديدة وأنشطة فنية موسيقية وطنية واحتفالات وغيرها، حيث كان يقوم بتلحين أشعار لشعراء عديدين أذكر منهم الشاعر الفقيد أحمد سيف ثابت، والشاعر الفقيد أحمد سعيد دبا، والشاعر محمد حسين الدرزي، والشاعر عبداللطيف صالح عقربي، كما أشير هنا إلى أن الأستاذ يحيى محمد فضل كان أيضاً شاعراً وله عدة قصائد غنائية وطنية، كما قام بتدريب وتعليم الكثير من المواهب مثل الفنان عبود خواجة، وذلك منذ نعومة أظافره، وآخرين كثيرين.

وكان يشجع المواهب، متواضعاً جداً رغم قدراته الفائقة في العزف على آلة العود، كما أذكر هنا أن في إحدى المرات قام بالعزف على آلة العود للفنان الراحل فيصل علوي في مخدرة بالسبعينات، وقد علمني عزف المقامات وأغاني أحمد فضل القمندان بالطريقة الأصلية، وقد كان أيسر اليد (أشبط) ويعزف بعود يمين (دون قلب الأوتار)، وقد رأيته مرات يكتب باليد اليمنى، فسألته كيف ذلك؟ قال هو لم يكن أيسر اليد في البداية، إلا أن حادثاً عرضياً أصابه في يده اليمنى، مما اضطره لتغيير اليسرى، وهذه من المعجزات وليس سهلاً عند استماعي لعزفه، كنت أظن أحياناً كثيرة أن شيئاً من السحر يتخلل عزفه من شدته وروعته.

رحم الله الأستاذ يحيى محمد فضل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى