هل حل "المُنَا - صَفةْ" وقيعة؟

> لا تعجبوا، فمنذ إعلان الحكومة (المُنا - صَفَةّ) في العاصمة السعودية الرياض، وتوافق أطرافها على التشكيل برغم كل ما سبقها من عثرات وجهود مبعثرة على الأرض، وبحسب الأطراف أن كل ذلك سيمهد إلى استقرار الأوضاع في المناطق المحررة، والتي تعمل منها حكومة (المُنا - صفة) على أمل استعادة الشرعية للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، إلا أن تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة عمل على سحب مقدرات الشعب مرة عاشرة نحو المجهول، المجهول الذي لا يعلمه الشعب بينما يدركه صانعوه، ومع ازدياد وتيرة الأعمال الهجومية على منشآت مدنية وسيادية في السعودية بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية من قبل الحوثيين (وكيل إيران في المنطقة) كل ذلك جهل من استمرارها (الحركة الحوثية) كقوة في المنطقة تعمل على التمرد في الشمال والتمدد في الجنوب، مما يعد استنزافاً حقيقياً لكل الجهود ليسقطها في برميل هذه الحركة.

لا تعجبوا عندما يكتب الآخرون مقالات ومنشورات ليعطي كل مقال رأياً ما أو وجهة نظر معينة، ناهيك عن مراكز الدراسات المتعددة والمختلفة التي ترسل استقراءاتها ودلائلها المدعومة بقرائن قاطعة على اتساع رقعة المعارك شمالاً وحصدها في الجنوب، لتشكل جانباً آخر من نار تزداد اشتعالاً فتشغلنا عما نصبو إليه، فتحقيق الأماني للمناطق المحررة جنوباً يظل هاجساً يؤرق الآخرين فيعملون على إيقاظ كل نواياهم بقصد تخريب كل الجهود التي تسعى لنماء تلك المناطق، خصوصاً إذا ما كان تحديداً (الجنوب).

وككتاب وحملة أقلام، فنحن لا نستطيع قراءة الغيب، لأنه بيد الله وحده رب العالمين، لكننا نرى ونشهد ونستطلع ونستقرئ العديد من الأطروحات.
فلا تعجبوا عندما نقول: إن حكومة (المُنا - صفة) لم تأتِ بجديد، بل قادتنا إلى نمط آخر من أنماط (التفاعل المريض) الذي يعمل على شل الأطراف في الجسد، فلا يقوى فيها الجسد على الحراك.

لا تعجبوا عندما لا تكون عدن كعاصمة مؤقتة (أنموذجاً) لإدارة الدولة، وهي تملك الكثير رغم ما يعتريها من آلام تنهض، لكن ينقصنا الإرادة والصمود الحقيقي، فاللعبة دائمة التحرك وتتغير من حين لآخر وبنفس الأدوات.

لسنا بمعزل عن العالم وليس العالم بمعزل عنا، لكننا تركنا أنفسنا للغير فظلمنا أنفسنا لأننا سمحنا له بتشكيلنا وفقاً لمعطياته هو. الغير هو الذي يعمل على التحشيد والتجييش ضد أرض الجنوب ككل، وعدن بالذات كونها رمزاً لهذا الجنوب، وأزعم وأرجو أن أكون عند مستوى هذا الزعم بأن لدينا خيارات جنوبية من كل المناطق على دراية بكل ذلك، لكنها بعيدة عن القرار ورسم الخطوط العريضة له ونجاحاته.

لا تعجبوا من الآراء المختلفة، وانفتحوا لها أكثر فأكثر وابدأوا برسم خارطتها العريضة دون توانٍ أو تمهل فقد لا ينفع الندم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى