من تجارب الأداء والفشل أين تكمن الأكذوبة الصحيحة؟

> منذ ليلة الإسراء والمعراج ورحلة النبي محمد صلى وسلم وصولاً إلى سدرة المنتهى والتجليات التي واجهته خلالها والعودة نزولاً، وتصديق أصحابه الأُوَل له بحديثه وهو ما أكده القرآن الكريم (كتاب الله) إعجازاً يسكت به الألسن (ألسن الكفار) في ذلك العهد البعيد. ونحن نقرأ ونتعظ أملاً في أن نرتقي إلى الإيمان الكامل (كبشر) مصدقين بذلك، ومنذ تلك المراحل ونحن دائمو الترحال والتجول بحثاً عن الأنموذج الحقيقي للدولة، ولست هنا أدعو أو أسرح بخيالي لقيام دولة دينية، بل على العكس أحاول هنا استجلاء ما مررنا به من تجارب الأداء العديدة في عالمنا المتهالك، ومكامن الخلل والفشل الذي جاء به مختلف التجارب ومدى الأداء في إدارة الأنظمة التي عاصرناها على الأقل في حياتنا ومعيشتنا ولم نقرأ عنها في كتب التاريخ، وما قد مضى مضى في تاريخنا فلم نعد نبحث عن صحة المقال أو المكان أو العقيدة، بل أصبحنا نعدو عدواً بغير تفكير للوصول إلى ما يصوره خيال بعض الساسة، أو هكذا يقال إلى (سدرة السلطة) التي لا نهاية لها.

ومباهج السلطة ليس لها منتهى ومن ابتغاها طمعاً فإنه حتماً يصلها بمقاصد التمكين والسطوة.

ولم يعد الرقص على رؤوس الأفاعي من الفنون المطلوبة على الأقل في هذه المرحلة من الحرب في اليمن، لأننا كنا نعتقد أن الرأس قد تمت الإطاحة به وانتهت تلك المسرحية إلى غير رجعة، بل استبدلت بالقرع على الطبول والرقص على رأس واحدة، لكنها تمتلك أذرعاً متعددة (كالأخطبوط)، ووسيلته في ذلك هي نفث المداد ليحول بينه وبين رؤية الضحية وهذا ما يحدث اليوم، فلقد بدأت رحلة الإسراء (المسيرة) في صنعاء وانتهت في عدن حتى تم تحرير عدن جنوباً، ولم تكن عدن سير يوم مثلما كانت صنعاء أضعاف هذا اليوم ولم نصل إليها حتى اللحظة، فموازين القوى دائمة التبدل والمتغيرات تحيط بالمؤدين عندما يتم قرع الطبول، لحظتها فقط تتبدل الرايات وتعلو أصوات وتخفت أخر، فبين (مسيك) صنعاء وعنفوان عدن تظل الرحى تدور والطبول تقرع والأدوار، والمؤدون لها في تسابق من سيصل إلى عتبة المسرح أول، والجمهور متميز ومتفرد في أنه يقبل الصمت، ويؤديه ببراعة على الرغم من أنه حاضر لرؤية الرواية بتفاصيلها، لكن رغم أنه دفع ثمن تذاكرها وما زال يدفع إلا أنه يؤثر الصمت تجاه بعض الأدوار ومن يؤدونها، وكأن السلالة من الجائحة العالمية (المتحورة) قد أصابته في مكمن.

اليوم نرى عدة انقسامات تظهر على السطح وهي مثار تساؤلات كثيرة وعديدة لدى العامة من الناس البسطاء: أين تكمن الأكذوبة الصحيحة؟، لأن البسطاء نفروا من الثقة الحقيقية، ولأنهم كانوا يقرؤون ويسمعون عن "الديمقراطية كلمة مُرّة"، وأن في القرآن الكريم سورة واحدة لا تتضمن بدايتها (البسملة) وهي البراءة فأين هي؟ فلقد انقسمت كلمة القانون ولم تعد واحدة وما هي إلا خطوة نحو الهاوية.

الأكذوبة أصبحت بمقدار الحقيقة، وأننا لم نعد نبحث عن أبطال، بل عن أناس مغامرين، وصدق الله القائل "وأوفوا بالعهد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى