محسن عبدالكريم عطا

> أحمد أفضل ناصر

> الجندي المجهول الأستاذ الفنان الراحل محسن عبدالكريم عطا كما عرفته كثيراً عن قرب من خلال ارتباطي به منذ بداية مشواري الفني في 1974م.
كان إنساناً بسيطاً في تعامله طيباً متواضعاً دمث الأخلاق أحب موطنه لحج وكل مبدعيها وموهوبيها، وقد أخذ بأيدي الكثيرين وشجعهم في المجال الفني، ونحن أحدهم، كما كان غيوراً على لحجيته وتاريخها الفني الحضاري.

محسن عبدالكريم عطا أحد أبرز الكوادر الإبداعية ممن أفنوا أعمارهم، وبذلوا كل غال ونفيس في مختلف المجالات الإبداعية، وقد أدى رسالته الفنية على خير ما يرام بالرغم من تهميشه كغيره من مبدعي لحج، لكنه لم يكل أو يمل، وهو من المبدعين الذين تجاهلتهم الصحافة والإعلام قبل وبعد رحيله.

يعتبر الفنان الموسيقي محسن عبدالكريم عطا أحد أبرز كوادر الحركة الفنية في محافظة لحج، كما أنه أبرز التربويين الذين تتلمذ على يديه العديد من الكوادر في مجتمعنا، ومنهم ممن أضحوا عناصر قيادية وإبداعية في مختلف المجالات، كما أنه أبرز ممن عملوا بصمت واجتهدوا وثابروا وأرسوا بصمات ولمسات جلية في ساحتنا الفنية والإبداعية، ويعتبر أحد أبرز كوادر إدارة وفرقة الثقافة بلحج، حيث تم انضمامه إليها بقرار من السلطة آنذاك ضمن مجموعة من المبدعين منذ بداية تأسيسها في أغسطس 1978م بعد أن كان عمله معلماً في إحدى مناطق محافظة لحج.

محسن عبدالكريم عطا من أسرة فنية عريقة، حيث كان والده عبدالكريم محمد عطا فنانا ذا صوت جميل وممثلا بارعا، أما عمه الأستاذ الفنان الراحل حسن عطا فهو غني عن التعريف.
ولد محسن عبدالكريم عطا بحارة الشيخ سعيد في حوطة بلجفار بلحج المحروسة بالله في 1948م. درس فيها مراحل تعليمه الابتدائية والمتوسطة ثم انتقل للعمل في سلك التدريس.

تتلمذ فنيا على يد الأستاذ الفنان الراحل عبدالله محمد حنش الذي اكتشف وصقل مواهبه الفنية العديدة، كما ضمه لفرقته الفنية (الأمل) التي أسسها في منتصف الستينات.

عاصر الأستاذ محسن عبدالكريم عطا العديد من الرواد والنجوم وفرسان الشعر والأدب في لحج وخارجها، كما عاصر وانظم للعديد من الفرق والندوات الفنية والمنتديات والاتحادات الإبداعية، كما شغل العديد من المناصب فيها وعمل قياديا فنيا في معظمها، ومنها انضمامه لندوة تبن والحوطة والفلاح واتحاد وجمعية الفنانين ومنتدى مسعد بلحج وغيرها.

تعددت مواهبه الفنية الموسيقية، حيث كان عازفا أول على آلة القانون شارك مع العديد من الفرق الفنية والفنانين في العديد من الاحتفالات الشعبية والرسمية وفي سهرات وتوثيق الإذاعة والتلفزيون منذ نعومة أظافره، كما أجاد العزف على الكمان والعود، ويعتبر أبرز القياديين والموجهين الموسيقيين بلحج.

اجتهد كثيراً من خلال دراسته واقتنائه للعديد من المراجع الموسيقية العلمية واطلاعه على أصول ونظريات الموسيقى علمياً من خلال متابعاته الحثيثة وتعلمه على أيدي الكثيرين، أبرزهم الأستاذ الموسيقار الراحل محمد سعد الصنعاني الذي تتلمذ ودرس على يديه العديد من الفنانين والموسيقيين في لحج وخارجها.

جرب الغناء، ونجح في ذلك من خلال تقدمه لإجازة صوته لدى لجنة المصنفات بإذاعة عدن في أواخر الستينات، لكنه فضل التفرغ للجانب الموسيقي والتلحين وقيادة للعمل الإبداعي، حيث اكتشف وشجع العديد من الموهوبين وقدم لهم أجمل الألحان، كما ابتكر معظم المقدمات الموسيقية للعديد من الألحان التراثية اللحجية والجديدة، وذلك من خلال عمله مع العديد من الفرق الفنية وأبرزها فرقة الثقافة التي شغل فيها مهام مدير الفنون خلال خدمته فيها، كما ساهم في تقديم معظم الألحان الوطنية والحماسية والموضوعية والعاطفية، وشكل ثنائيات جميلة مع العديد من الشعراء أبرزهم مع الشاعر والمسرحي محمد مصطفى كرد، وكذا مع الشاعر أحمد سيف ثابت والشاعر محمد حسين الدرزي، وعبد الله الشريف وعبد الحليم حسين عامر وغيرهم.

أبرز ألحانه: "يلوموني على حبك" كلمات محمد حسن أفندي. "يا قلب للحب حاسب" كلمات محمد ناصر كرد. "قول ما تقول" كلمات محمد مصطفى كرد. "ما جرحتك بكلمه" كلمات محسن عطا.
وقد تغنى بتلك الأعمال كل من الفنانين، أحمد فضل ناصر ونبيل عبد القوي كرد وغيرهم، كما تغنى له الراحل فضل ميزر بلحن "تحاسبني على كلمه لساني قالها هفوة" كلمات عبد الحليم حسين عامر، ولحن "عطف فؤادك" من كلمات محمد حسين الدرزي، وأعمال أخر.

تغنت له فرقة إنشاد الثقافة بالعديد من ألحانه ومنها: "غني لعيد انتصارك" كلمات عبدالله الشريف.

أوبريت المشوار
كلمات أحمد سيف ثابت وغيرها من الأعمال.
تغنت له ووثقت لإذاعة عدن الفنانة كاميليا بمعيتنا لحناً خاصاً عن محو الأمية، كما أدت له الفنانة أميرة لحني "ياللي تناجي الليل" و"لحج غنوة"، وأدى له كل من فضل عياض وفضل مسعود ألحاناً أخرى.

شارك الراحل محسن عبد الكريم عطا في العديد من المهرجانات الداخلية والخارجية في عدة مجالات فنية كالموسيقى والرقص وغير ذلك.
متزوج ولديه بنتان وولد، عاش عزيز النفس، ورحل عنا بصمت في 9 سبتمبر 2006م، ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى