من حبنا لرسولنا الكريم فإننا لن نضعف

> في سبتمبر من العام الماضي أساءت فرنسا على نبينا الكريم وهي سيدة الأناقة والروائح الفواحة والماركات العالمية، وتوقعت أن ريحتها النتنة التي عرفت بها في العصور الغابرة لن تعود لأنها أصبحت من الدول المتقدمة والمتطورة والمصنعة، والتي تلعب ببوصلة السياسة العالمية كيف ما تشاء، إلا أن طغيانها أعمى بصيرتها وهزمت نفسها بتماديها على سيد الخلق وآخر الرُسل سيدنا محمد ﷺ، لأنها كانت مقتنعة بأن الأمة الإسلامية أمة الثلاثة مليارات نسمة تشبه الدمى التي تحركهم وفق بوصلتها، ولم تتوقع أن هناك شعوباً وقيادات حية ليس بأرواحها، بل حية بضمائرها وغيرتها على دينها ولا تخاف لومة لائم، لأن إيمانها بالله تعالى لا حدود له، وهي تؤمن بأنه لن يصيبنا شيء إلا بما شاء الله تعالى.

وهنا انتفضت الدولة الصغيرة بحجمها، الكبيرة لدينها والتي عُرِفت بمواقفها الواضحة والصريحة مع العروبة والإسلام وهي ولادة جيل بعد جيل لقيادات ورجال لهم غيرة على دينهم وعروبتهم، فقد قام شعب الكويت بمقاطعة المنتجات الفرنسية بشكل صريح وواضح ورفعت صوتها للمسلمين كافة بالنُصرة لآخر المرسلين، ليسيروا معها بالمقاطعة وفعلاً سار شعب أرض الحرمين الشريفين بنفس الخطى، وتبعتها أرض زايد الخير لتكتمل دول الخليج بعُمان المحبة والأمان، لأن رسول الله خط أحمر لا يمكن ذكره إلا بالخير والصلاة والسلام عليه، وكذلك بلدنا وبقية الدول العربية وعدد من الدول الإسلامية.

أما أن تتم الإساءة له أو لديننا، فنحن كمسلمين ومعنا كل الدول المحبة للسلام والمؤمنة بتعدد الرسالات السماوية نرفض ذلك، وسنستمر في مقاطعة المنتجات الفرنسية والتي يعلم الجميع أن الخسائر التي مني بها الاقتصاد الفرنسي كبيرة والتي أضرت بمصانعها، وهي كدولة لديها اقتصاد قوي ورؤية بعيدة المدى، فإنها تراهن بتعويض خسائرها، وخاصة أن شهر الخير والبركة قادم على الأبواب ويليه عيد الفطر المبارك، والتي ستعمل لهم العروض والمفاجئات السارة للمستهلكين لتبيع منتجاتها الغذائية، وأهمها الألبان والأجبان بشهر يتم فيه استهلاكهم بشكل كبير جداً، وكذلك بعض الكماليات المنزلية وصولاً لفرحة العيد التي يبحث المواطن العربي فيها عن الماركات من الملبوسات والساعات والأكسسوارات والعطور والحلويات وغيرها من احتياجات العيد.

وهنا كما قالتها الكويت "إلا رسول الله محمد ﷺ -حتى لو نموت من الجوع- لأن من ليس له غيرة على دينه ليس له غيرة على عرضه وأرضه"، فهل سنرى مقاطعة ترعب المصدرين الفرنسيين وتجعلهم يرفعون رسالة لبرلمانهم الحُر للضغط على حكومتهم بالاعتذار الرسمي عن الإساءة لسيد البشرية آخر المرسلين نبينا محمد ﷺ، أم أننا سنبقى كعرب ومسلمين مبتعدين عن ديننا وغير قادرين لنصرته، وسائرين خلف شهواتنا ورغباتنا لا نبالي بالإساءة التي هي اليوم على رسولنا ﷺ -إن استمرينا بالسكوت والضعف- ستكون هي الباب الذي سيفتح لها ولمناصريها في إهانتنا غداً نحن كشعوب بعقر دارنا.

نرفع صوتنا عالياً مذكرين الجميع بأن البدائل للمنتجات الفرنسية متوفرة لصناعات دول منها عربية ومنها إسلامية، وكذلك غربية لكنها مع تعدد الديانات ومؤمنة بأن للمسلمين نبياً مرسلاً من الله تعالى يؤمنون به، فهل سنجد أنفسنا أقوياء وقادرين لقبول التحدي وهو أصعب تحدٍ، لأنه تحدٍ للذات ورغباتها، ولنكون قدوة لأولادنا ونزرع فيهم الإيمان بالله ورسله وملائكته، ونؤكد لهم بأن رسولنا ﷺ خط أحمر لا نقبل التلميح بالإساءة له، فما بالك عندما تكون متعمدة مع سبق الإصرار والترصد.

لن نطيل عليكم، لكن موعدنا بسفرة رمضان ماذا ستحتوي من منتجات فرنسية، وكذلك مستلزمات العيد وهداياه من أي ماركات ستكون ليعرف كل شخص ويشخص نفسه بنفسه ويخلق المبررات التي لن يقبلها الله تعالى إن قبلها المجاملون لكم؟.

نسأل الله تعالى أن يقوينا وينصرنا ويعلي كلمتنا بتوحدنا ومحبتنا لديننا ولرسولنا ﷺ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى