محافظ حضرموت: لن تسقطوا النظام باحتجاجات

> المكلا «الأيام» خاص/استماع

> قرر محافظ حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، فرض حالة الطوارئ ومنع التجمعات والتظاهر في كافة أرجاء المحافظة الأكبر انتاجا للنفط في اليمن ابتداء من الساعة الرابعة من فجر أمس الأربعاء، على خلفية الاحتجاجات الشعبية الغاضبة والمستمرة ضد الغلاء وتدهور الخدمات، وآخرها ماشهدته منطقة ميفع، التي أسفرت عن مقتل مواطن أمس الأول برصاص قوة أمنية.

وبرر البحسني، في خطاب متلفز بثته قناة "حضرموت" في الساعات الأولى أمس، حالة الطوارئ بالاحتياطات التي يجب على السلطات اتخاذها لمواجهة فيروس كورونا، ومن أجل "الأعمال التخريبية" التي تشهدها المحافظة.

وعلق المحافظ البحسني على الاحتجاجات بأنها أعمال صبيانية وغير وطنية، وأنها ليست ذات مطالب مشروعة، ووصف المحتجين بالعناصر المخربة، متهما إياهم بممارسة العنف ورمي الحجارة على أفراد وسيارات الشرطة وتكسيرها.

والثلاثاء، قتل مدني وأصيب 11 جراء إطلاق قوات أمنية وعسكرية، بعضهم من حراس المحافظ، النار على محتجين قطعوا الشارع العام بمنطقة ميفع التابعة لمديرية بروم غرب مدينة المكلا، للمطالبة بتوفير الكهرباء ووقف التدهور الاقتصادي بالتزامن مع زيارة قام بها محافظ حضرموت لحضور عرض عسكري، بمعسكر الغبر والحمراء القريب من موقع الاحتجاجات.

وأصدر مجلس الحراك الثوري بمديرية "بروم ميفع" بلاغاً صحفياً أدان فيه بقوة التصرف الذي وصفه بـ "الإجرامي الأرعن لقوات الأمن في مواجهة المتظاهرين السلميين"، وقال: "إن هذا التصرف يأتي بالقرب من تواجد المحافظ الذي كان يشهد عروضاً عسكرية، تبعد بدقائق عن ميفع" محملاً المحافظ مسؤولية ذلك.

وتداولت وسائل إعلام ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات لحراسة المحافظ بإطلاق النار على المحتجين، ما نفاه البحسني في خطابه وقال إنه خلال ذهابه إلى المعسكر وعودته منه لم يحدث أي شغب، مكرراً ما أورده مصدر بمكتبه في وقت سابق.

وأكد البحسني مقتل متظاهر وإصابة ثلاثة آخرين خلال أحداث الثلاثاء، إضافة إلى إصابة ثلاثة من أفراد الشرطة، مضيفاً أن "العناصر المخربة" استهدفت الشرطة وسياراتها وشكلت خطراً على حياتهم "لذلك قد يكونون استخدموا السلاح" معتبراً إصابة أفراد من الشرطة دليلا على أن "الطرف الآخر" استخدم العنف.

وقال إن المتظاهرين أضروا بالسلم والمصلحة العامة، مشيراً إلى أنهم يغلقون طريقاً دولياً منذ أربعة أيام.

وأضاف أنه فوجئ بما نشرته بعض وسائل الإعلام التي "كانت جاهزة لتزوير الحقيقة" إن حراسة المحافظ أطلقت النار، وقال: "لا يمكن لهذه الحراسة إلا أن تكون مراعية للموقف ولا تطلق النار أبداً على مواطنين" منوهاً أنه ولمرات عديدة يقطع ذهابه في زيارات عمل ويعود عندما يجد متظاهرين في الطريق.

وقال إنه دعا لاجتماع اللجنة الأمنية مساء الثلاثاء، وناقشوا المستجدات وسبل حلها واتخذوا هذه القرارات، كما أجرى اتصالاً بوزير الداخلية الذي أكد أن الوزارة ستقوم بدورها في تأمين المحافظة، إضافة إلى اتصالات أجراها بالوجهاء والأعيان في ميفع، الذين "تفهموا وأثبتوا وطنية كبيرة وقالوا بالواضح نحن ضد هذه الأعمال وضد العنف".

وأعلن أنه، استجابة من السلطة المحلية لوجهاء المنطقة وما أبدوه من وطنية، قررت السلطة المحلية التكفل بعلاج المصابين، بغض النظر عن مسؤوليتها عن الحادثة.

وقال إن المتظاهرين "مجموعة صغيرة لا تهدف إلى إصلاح حضرموت، بالله عليكم نشر أخبار لا ندري عنها شيء هل هؤلاء يريدون إصلاح حضرموت، هؤلاء ناس لهم أهداف مغرضة ومعادية وفي هذا الوقت كشّروا عن أنيابهم بالعداء للسلطة والأجهزة الأمنية".

وتوعد أن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية ستقوم بواجبها، فلا يفكر هؤلاء أن ما حدث سيجنبهم المساءلة والعقاب، مضيفا: "نحن نبحث عن وسائل لمواجهتهم"، داعياً إلى اصطفاف وطني لمواجهتهم.

وتابع: "نحن لدينا الكثير من العمل الإيجابي ولدينا سلبيات قد تكون ناتجة عن الظروف التي تمر بها البلاد ككل"، لكنه حذر من أن حضرموت تمر بموقف صعب جداً ويجب على الجميع التكاتف.

وقال: "الألوية العسكرية التي شكلت خلال السنوات الماضية هي أمل حضرموت، ولن نفقد الأمل في هذه الألوية التي ستحافظ على السلم والأمن".

وخاطب المتظاهرين: "لن تسقطوا النظام باحتجاجات، شوفوا المحافظات الأخرى ومعاناة المواطنين وقارنوا الخدمات في حضرموت وفي غيرها من المحافظات، أبوابنا في السلطة المحلية مفتوحة لكل الناس، نرحب بالجميع، لكن ليس بالضرورة أن نفتحها لناس لا يريدون الإصلاح وإنما يريدون الخراب. هؤلاء سنسمع لهم ولكن سنرد عليهم بما يلزم".

وأعلن المحافظ في خطابه إيقاف مدير أمن حضرموت الساحل ومدير أمن مديرية المكلا عن العمل وقال إنه ليس للأمر علاقة بأحداث الثلاثاء، وكرر التأكيد أكثر من مرة أن إيقافهما يأتي على خلفية اتهامات بالتقصير في مهامهما واتخذ في وقت سابق، وسيتوقفان عن العمل حتى ينتهي التحقيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى