سُلاليون في صنعاء سِلاليون في عدن

> يسيطر السُلاليون العنصريون الحوثيون على صنعاء وكامل جغرافيا الشمال اليمني عسكرياً وسياسياً، ويعملون على توطيد أركان مملكتهم ودولتهم الإسلامية الجديدة القديمة تحت راياتها الخضراء التي تظلل وجوههم الغبراء ومندوب إيران السامي السياسي والعسكري حسن إيرلو، ووفق التشريع العقائدي الشيعي يدّعون أحقيتهم التاريخية بحكم اليمن على قاعدة سُلالية من الميراث السياسي والعقائدي الضخم.

عدن التي حررها أبناؤها الجنوبيين من قبضة سُلالي صنعاء الحوثيين أواخر شهر رمضان الذي صادف يوليو 2015م، وتمكنت المقاومة الجنوبية المسلحة انطلاقاً منها "أي عدن" من تحرير ما تبقى من الجنوب ودحر الحوثيين إلى الشمال. ما زالت تعاني في جانب عمل المنظمات الدولية من سيطرة الجماعات الشمالية التي يمكن تسميتها نسبة لارتباطها بالعمل الإنساني المنظماتي المتصل بالإشراف على توزيع المساعدات والمعونات الغذائية والدوائية على السكان الذي يُعرف محلياً بالمسؤولية عن توزيع السلال الغذائية والدوائية بـ "السِلاليين النفعيين والفاسدين" الذين يحتكرون ويجيرون عمل الجانب الإنساني في عدن تجييراً سياسياً لمصلحة الجماعات والأحزاب السياسية اليمنية على حساب مصلحة المواطنين في الجنوب، فالأخيرون يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، وفي عقر دارهم عدن تضل المساعدات والمعونات الإنسانية طريقها كي تصل إلى الشمال بصورة أو بأخرى، حيث يقبع السُلاليون الحوثيون.

بنفس الوقت الذي يوجه فيه كبار الكتاب الصحفيين والأدباء اليمنيين نقدهم واستنكارهم الحاد للأجندات السياسية والعقائدية للجماعة الحوثية في صنعاء التي تختطف اليمن وتذهب به إلى المجهول وتؤثث هوية وطنية أخرى تؤسس لنظام سياسي يقوم على هيكلهم السُلالي المزعوم توافره فقط في السُلالة الهاشمية، بما ينفي كل المبادئ الإنسانية وحقوق المواطنة والحرية والعدالة التي يبدو أن الحوثيين ماضون في طريق دهسها بجنزرة مشروعهم الثوري العابر للحدود دخولاً إلى اليمن من إيران، وخروجاً منه إلى تحرير الأقصى ومحاربة إسرائيل، لدى الحوثيين وجهتهم البعيدة التي تعبر وتدوس يمنيتهم القريبة بوعي أو بدون وعي، ويبدو أنهم لا يقفون أو يلتفتون لسماع أي رأي سياسي وفكري ناقد أو مستنكر.

هناك تراشق إعلامي شرس ومحموم نشب على مواقع التواصل الاجتماعي للنشطاء السياسيين والإعلاميين في عدن حول ما يصفونها بظاهرة اختطاف عمل المنظمات الدولية في عدن من قبل عناصر تنحدر للشمال سياسياً، فينحدر معها جانب العمل الإنساني سياسياً للشمال وللأجندات السياسية للجماعات والأحزاب اليمنية على حساب الاعتبارات الإنسانية للشعب في الجنوب، ومن هذه الثغرة ينفذ الفساد الإداري والمالي بالصورة البشعة التي تناولها النشطاء السياسيون والإعلاميون في عدن، وجاءت معبرة عن سخط الشارع العدني خصوصاً والجنوبي عموماً مما يصفها بالجماعة "السِلالية" في عدن المسؤولة عن توزيع صكوك التمييز والتمايز الإنساني لمستحقي السِلال الغذائية والدوائية، ووصف الجماعة السلالية في عدن يأتي على وزن وصف الحوثيين بالجماعة السُلالية في صنعاء المسؤولة هي الأخرى عن توزيع صكوك التمييز والتمايز الوطني لمستحقي سياسة وحكم اليمن.

وكأن هذه الحرب اليمنية اللعينة عبارة عن شفرة عسكرية وسياسية بين جماعتين يمنيتين مفادها:

- ألوو.. ألوو.. حوّل.. من سُلاليي صنعاء إلى سِلاليي عدن.. أجب.

- ألوو.. ألوو.. نعم.. من سِلاليي عدن إلى سُلاليي صنعاء.. حوّل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى