أهمية دور الجوامع والمساجد في المجتمع

> الحديث عن الجوامع والمساجد والدعوة والإرشاد وتوعية الناس عمل رائع ومفيد جداً، لكن في كل شهر رمضان المبارك نجد نفس الإمام ونفس الأحداث ونفس الخطب والدروس والمحاضرات والندوات الدينية. نشعر أن الجوامع والمساجد لهل دور توعوي كبير، لكن يجب الخروج إلى قضايا يعيشها المواطن في الحياة المعيشية اليومية المزرية التي تتزايد كل ساعة زمنية بصعوبة أكبر، الجوامع والمساجد جزء من هذا المجتمع وعليها تحمل مسؤولية نشر الوعي الديني في اتجاه خط سير المعيشة الصعبة التي يعيشها المواطن من خلال الخطب والدروس والمحاضرات عن جشع التجار والمؤسسات التجارية الكبرى المهيمنة على السوق المحلية المركزية لحركة البيع والشراء وتلاعب العملات المختلفة. ذكروهم بالفقراء والمحتاجين، ذكروهم بالأسرة التي يبيت أطفالها جياعاً ولا يستطيع رب الأسرة توفير المبالغ المالية لشراء المستلزمات الغذائية الضرورية له ولعياله مثل علبة اللبن التي أصبح وأمسى سعرها باهظاً لا يستطيع شرائها، وهناك العديد من المواد الغذائية الضرورية لا يستطيع شرائها بسبب غلائها فوق إمكانية راتبه الشهري، أو معاشه أو مديونيته.

الناس في الجوامع والمساجد ليس في عيشة كريمة ورغد ورفاهية، وربما الإمام نفسه والخطيب أيضاً يعاني معاناة ثقيلة لا يعلم بها إلا الله تعالى، وعليه يجب أن تكون الخطب والدروس متجهة إلى تذكير التجار الصغار والبيوت التجارية الكبيرة إلى رحمة الله عز وجل، والتراحم واجب وفرض ليس في رمضان المبارك، لكن في كل مكان وزمان، التذكير بأن جمع المال بغير حق حرام، والغلاء المعيشي الذي نعيشه اليوم ليس تجارة، لكنه جشع وأنانية وحب الذات على حساب ذلك المواطن المغلوب على أمره.

الناس في الجوامع والمساجد والبيوت والشوارع والسوق وغيرها تئن وتتوجع بصمت وهدوء. ألا تسمعون أنينهم أيها التجار وأغنياء البلاد في الداخل والخارج؟ ألا يصل أسمعاكم وجع بطون الفقراء ورقرقة عيون الأطفال؟ هل أصابكم الصنج فلا تسمعون أنين الجرحى في المستشفيات لعدم قدرتهم شراء الأدوية؟ أيها التجار الصغار والبيوت التجارية الكبيرة ألا تسمعون ألا تنظرون، ألا تحسون، ألا تشعرون، ألا تفكرون، ألا تخافون من مقابلة الرب الكريم وأنتم تحرقون أعصاب أمة الإسلام من إخوانكم الفقراء والمحتاجين والمساكين، وتقتلونهم ببطء شديد، وتتفننون بتعذيبهم.
ألا تقرؤون القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة؟ ألا تتدبرون؟. نطمع بمراجعة ذاتكم، والنظر إلى إخوانكم المسلمين بعين النظر والرحمة بحق هذه الأيام المباركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى