صحابة رسول الله.. سعد بن أبي وقاص «فداه رسول الله بأبويهِ»

> يُعدُ زمنُ الصحابةُ رضي الله عنهم خيرُ زمنٍ، وهُم خَيرُ أُناس، فَهُم أفضَلُ الخلائقِ بعد الأنبياءِ والرُسُل، وَلَهُم فضلٌ على المُسلمين، إلى يومِ الدِّينِ، فَلَهم فَضلٌ في انتشارِ الإسلامِ، بجهادِهِم وانتصارِهم على الكُفَّارِ، وحِفظِهم لكتاب الله، وحديثِ رَّسُولِهِ، والعلومِ الشرعيَّةِ، وَيتفاوتُ الصحابةُ في فضلِهِم، ومن الصحابةِ الذين كَانَ لَهم الفضلُ، وكانَ من العشرة الذين بُشروا بالجنَّةِ، الصحابيُّ الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

من هو سعد بن أبي وقاص
هو سعدُ بن مَالك بن أَهيب الزهريّ القرشيّ أبو إسحاق، مِن بَني زهرة أهل آمنة بنت وهب أُمُّ رسول الله، خال رسول الله، وهو من السابِقين الأولين في الإسلامِ، فقد أسلَمَ وهو يَبلغُ مِنَ العمرِ سبعةَ عشرَ عامًا، وقد أعلن إسلامه مع الذين أعلنوه بإقناع أبي بكر الصديق إياهم، وهم: عثمان ابن عفان، والزبير ابن العوّام، و عبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله. وكانَ رَّابعَ من أسلم بعدَ أبي بكرٍ الصديّق، وزيد وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وهو من العشرةِ الذين بشرَهم رسول الله بالجنَّةِ، وهو ممن رضي عنهُ رسول الله قبل وفاتهِ، ودعاء له الرسول، فقال: "اللهم سدد رميته، وأجب دعوته. فكان سعد بن أبي وقاص مُستجابُ الدعاءِ.

نشأ سعد في قريش، واشتغل في بري السهام وصناعة القِسِيّ، وهذا عمل يؤهِّل صاحبه للائتلاف مع الرمي، وحياة الصيد والغزو. فأصبح عمله موجَّهًا لهدف واحد، هو نصرة الدين.

عُرفَ سعد بشجاعتهِ، وفروسيَّتهِ، فهو الذي رَمَىَ أولَ سهمٍ في سبيلِ الله. شَهدَ غزوة بدرٍ مع رسول الله، وكان راميًا ماهرًا، لا يُخطئُ في رميِهِ، وقادَ سعد بن أبي وقاص معركة القادسيةِ، ومن مَواقِفهِ البارزةِ في التاريخِ الإسلاميِّ، أنَّهُ اعتزل الفتنَةَ، التي حدثت بينَ المُسلمين، ولمّا سألَهُ النّاس عن سببِ امتناعِهِ عن القتالِ قَال: "حتى تأتوني بسيف يعرف المؤمن من الكافر".

كان قتال سعد بن أبي وقاص قتال الأبطال، بشجاعته، كان أول من يبدا بشق صفوف المشركين، ويروي سيفه من دماء المشركين، ويحصد رؤوس القوم حصدا.

مناقب سعد بن أبي وقاص
لمّا أسلمَ سعد بن أبي وقاص، وعلِمت أمُّهُ بإسلامهِ امتنعت عن الطعامِ، وَحَلَفت أَنْ لا تُكَلِّمهُ حتى يَحنَّ قلبهُ عليها ويرجعُ للكفرِ، فَتَمسكَ بدينهِ، وقال لها: "تعلمين والله يا أمّاه، لو كانت لَكِ مائة نَفسٍ فَخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء؛ فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي" وفيهِ أنزل الله تعالى قولهُ: ((وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا، إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)).

ومن مناقب سعد أيضًا:
كانَ رسول الله يباهي ويُفاخِرُ أنَّ سعد بن أبي وقاص خَالهُ، فقد أَقبلَ سعد ذاتَ مرةٍ إلى رسولِ الله فقال: "هذا خالي، فليُرِني امرؤٌ خالَهُ".

هو من فداهُ رسول الله بأبويهِ يومَ أحد
ثبت يومَ أُحُد حول النبي عندما أحاط بهم المشركين وكان يقاتل ويدافع عن الرسول بكل قوة، حتى أن الزهري قال: «رمى سعد يوم أُحد أَلف سهم».
يقول علي بن أبي طالب: "ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا، فإني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد، فداك أبي وأمي".

سعد هو من حرسَ رسول الله
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: "كَانَ النَّبِيُّ سَهِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ: "لَيْتَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ"، إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلاَحٍ، فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟"، فَقَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، جِئْتُ لأَحْرُسَكَ. وَنَامَ النَّبِيُّ ".

معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص
تولى سعد بن أبي وقاص مهمة قيادة جيش المسلمين بكفاءته وقدرته القيادية، وجيشٍ يملؤه الإيمان، في أحد معارك الفتح الإسلامي لفارس التي وقعت في 14هـ، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص والإمبراطورية الفارسية بقيادة رستم فرخزاد في القادسية، بفضل الله، انتهت بانتصار المسلمين ومقتل رستم. وكانت أحد أهم المعارك لفتح العراق.
تُوفيَّ سعد بن أبي وقاص في العقيقِ، في العام الخامسِ والخمسينَ من الهجرةِ، وهو في الثمانين من عمره، وهو آخر المُهاجرين وفاةً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى