اليمن بين بوليصة التأمين والوصف القانوني لها

> اليمن بلد أكلت منه الحرب والنزاعات المسلحة الكثير، واستغلت فيه أطرافاً عدة وقوى متنفذة داخلية عتيقة، فعملت على تجريده من العديد من الفرص السائحة والحقيقية وتعطيل الاقتصاد وخراب الذمم والتنكيل بالشعب.
وبعيداً عن الترويسات وإحلال المواقف، نورد شيئاً من واقعة حدثت في بومبي بالهند وهي قديمة، وفي واقعة غريبة وعجيبة مؤداها قيام شخص بعملية جهنمية عمل على دراستها من جميع جوانبها فعمل على تحديد هدفه ومن هم ضحاياه الذين كانوا عرضة لهذا العمل الجهنمي المتقن والمدروس، فإلى القصد وأحداثها:

ملخص القصة: عرف عن الاستخبارات الهندية والأمنية قيامها بتنفيذ حملاتها (غارات) أمنية وفقاً لمعلومات استخباراتية استباقية، وجرت العادة على ذلك في تنفيذ المهمة، فما كان أن قام أحد الأشخاص -وهو على علم بذلك- برسم ملامح خطته وتحديد ضحاياه ووسيلته لتنفيذ ذلك دون خسائر بما يحقق النتيجة المرجوة لديه.

فقام هذا الشخص بعمل إعلان في إحدى الصحف الواسعة الانتشار على طلب الاستخبارات عدداً من الشباب المتقدمين من الجنسين للترشح للعمل في هذه الوظيفة التابعة للاستخبارات وتقدم لها العديد، وحدد يوماً للمقابلة في داخل أحد الفنادق المشهورة، وتم فرز المتقدمين واختيارهم بعدد 26 شاباً وشابة، وكان له بعد ذللاك تحديد اليوم لتنفيذ المهمة (كتمرين لهم) في أول المشوار،

فكان المستهدف (محل للمجوهرات) تبلغ قيمة محتوياته الثمينة ملايين الدولارات، وكانت تلك أول (غارة) أمنية للمتدربين الجدد في هذا السلك الأمني، فتم نقلهم إلى المكان عبر حافلة (باص) إليه فتمت مداهمة المحل الثمين المستهدف والإغارة عليه وفقاً للخطة المعدة مسبقاً، وإيقاف جميع الاتصالات ومصادرتها، وقام المتدربون بتهديد العمال والموظفين المسؤولون، وطلب من الموجودين الآخرين السكوت حتى إكمال تنفيذ المهمة الأمنية للفريق، فقام هذا الشخص (المسؤول عن الفريق) بجمع ما لا تقل قيمته عن ثلاثة ملايين دولار من القطع الثمينة والنفيسة من المجوهرات، وطلب من (فريقه) عدم مغادرة المكان حتى يتصل لهم للقائه في مكان آخر، فغادر ومعه الحمولة الثمينة وسط سكون تام وصمت وطالت الساعات، فبدأ الشك يساور جميع الموجودين بمن فيهم (الفريق) نفسه فقام الموظفون بالاتصال بالشرطة الهندية للإخبار عن الواقعة التي اتضحت لهم فيما بعد، وبعد فوات الأوان أنهم وقعوا ضحية نصب كبيرة، كانوا جميعاً ضحاياها.

تم البحث عن الرجل صاحب الأوصاف وسط عدد سكان الهند، لكن لا أثر له. المعضلة الحقيقية فيما بعد أن (شركة التأمين) رفضت توقيع بوليصة التامين لصاحب المحل كون العملية غير محددة ورفع التعويض للمحل، لأن العملية كانت (نصباً) وليست نهباً حسب شروط البوليصة.
وكيف قبلت الصحيفة نشر إعلان باسم الاستخبارات أو أي مصلحة حكومية أخرى دون التأكيدات المعتادة التي يجب أن يحرص عليها كل مدير إعلان في كل جريدة بكل مكان

والحليم تكفيه الإشارة.
المصدر (من كتاب سلسلة عالم بلا حدود) لفاروق لقمان (رحمة الله).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى