جوزيف فوتيل: مصلحتنا احتواء الحرب باليمن ومنع انتشارها في المنطقة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
  • ليس من مصلحة أمريكا التورط في حرب مع إيران
> قال قائد القيادة المركزية الأميركية السابق في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل، أمس، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، إن الشرق الأوسط تظل منطقة مهمة جدًا للولايات المتحدة، ولديها الكثير من مصالح الأمن القومي هناك، مشيرًا إلى أنه في الأسابيع الماضية فقط، مع الحادث الذي وقع في قناة السويس، تمَّ تذكيرها بمدى أهمية الممرات المائية في الشرق الأوسط للتجارة العالمية، موضحًا أن هذا يعد أحد اهتماماتها في المنطقة، "ولذلك أعتقد أن لدينا مصلحة طويلة الأمد هناك، ضمن استراتيجيتنا الاقتصادية والأمنية الشاملة، وهذا لا يعني بالضرورة أنه يجب أن تكون لدينا أعدادًا كبيرة من القوات هناك إلى الأبد، لكننا مهتمون بهذا المجال، وعلينا التأكد من أننا نتبع استراتيجيات وسياسات تدعم مصالحنا".

وعن تقييمه للوضع في الشرق الأوسط قال فوتيل: إن الوضع في الشرق الأوسط يزداد تعقيدًا، مضيفا: "أعني أننا رأينا أشياء يمكن اعتبارها إيجابية، مثل العلاقات المحسنة بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة، وهذا أمر إيجابي، لكنني أعتقد أنه يجعل الأمور أكثر تعقيدًا بالنسبة لإيران. فمن ناحية أخرى، إيران أكثر عدوانية. والهجوم على منشآت «أرامكو» السعودية قبل فترة، مثال آخر على كيف أصبحت المنطقة معقدة، من وجهة نظري، هذه منطقة تستمر في توليد التعقيد، وستستمر في النمو، والتعقيد في المستقبل، وأعتقد أن التخطيط اليوم أكثر تعقيدًا مما كان عليه عندما كنت أعمل هناك".

وبالنسبة لتواجد إيران في المنطقة بمليشياتها، وسيطرتها على 4 عواصم عربية قال فوتيل: "أعتقد أن القيادة الإيرانية تقف وراء هذه الأنشطة، كان قاسم سليماني والمرشد الأعلى بالتأكيد يدعمون زعزعة الاستقرار، ويرتكبون هذه الأنشطة لفترة طويلة من الزمن، لذا فهم وراءها بالتأكيد، لكنني أود أن أشير أيضًا إلى اتفاق بين إيران والصين، وهي اتفاقية طويلة الأجل لمدة 25 عامًا، وقد تصل إلى 400 مليار دولار، لذلك، يبدو أن دولًا مثل الصين تضع نفسها حيث يمكنها الاستفادة من بعض الأنشطة التي تمارسها إيران عبر المنطقة، لذا، فإن إيران مسؤولة بشكل أساسي عن هذا، لكن ما نراه هو أننا نرى دولًا أخرى، وجهات فاعلة أخرى، تحاول أيضًا الاستفادة من حالة عدم الاستقرار التي زرعتها إيران.

وأضاف: "أعتقد أن روسيا وإيران فعلًا شريكتان لنظام الأسد في سوريا، ولذا فإنهما تعملان معًا هناك. وأعتقد أن النقاش يمكن أن يدور حول ما إذا كانت إيران تستفيد من روسيا، أو ما إذا كانت روسيا تستفيد من إيران هناك، لكنهما تعملان في علاقة تكافلية، وكلتاهما تستفيد من أنشطة إيران"، مشيرًا إلى أن المصلحة المشتركة بين إيران، والصين، وروسيا هي تقليل نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولا شك في أن إيران تريدنا خارج المنطقة، وروسيا كذلك، حتى تتمكنا من ممارسة نفوذهما الخاص، أما الصين فلديها أهداف اقتصادية في هذه المنطقة، قد تعتقد أنها مهددة بسبب وجودنا وتأثيرنا هناك، لذا فإن جزءًا كبيرًا من دافعها هو إخراج الولايات المتحدة من هذه المنطقة إلى الأبد.

وعن سؤاله: "هل تعتقد أننا سنشهد حربًا مباشرة بين أميركا وإيران على غرار سيناريو حرب العراق؟"، قال قائد القيادة المركزية الأميركية السابق: "لا أعرف بالتأكيد، ولكن آمل ألا يحصل ذلك؛ لأن لا مصلحة لأي شخص في ذلك، فهو ليس في مصلحة إيران، وبالتأكيد ليس من مصلحة الولايات المتحدة التورط في حرب قتالية مع إيران، الأولويات الاستراتيجية مثل التنافس في المحيط الهادي، والحفاظ على مرونتنا الاقتصادية، ستتأثر بشكل كبير بحرب بين الولايات المتحدة وإيران، وأعتقد أنها ستلحق دمارًا بالمنطقة، ولن يكون ذلك في مصلحة المنطقة أيضًا، لذلك يتعيَّن علينا أن نأمل في أن تسود الحكمة، وتكون الأمور أكثر برودة، وسنجد طرقًا لتهدئة التوتر، وعدم الوصول إلى نقطة ندخل فيها إلى قتال ساخن، وحرب مباشرة.

وتحدث عن مقتل قاسم سليماني موضحًا: "لم يكن قاسم سليماني مدرجًا بشكل مباشر في قائمة الأهداف الخاصة بي، وفي الوقت الذي كنت فيه قائد القيادة المركزية الأميركية، كنا نركز في الغالب على خطة الحملة العسكرية ضد «داعش» في العراق وسوريا. وكانت هناك ميليشيات مدعومة من إيران تقاتل في أماكن مثل العراق ضد «داعش»، لذلك لم نحاول استفزاز إيران في ذلك الوقت بالذات، لم نحاول استفزازهم، لقد ركزنا حقًا على المهمة التي نحن بصددها، لذلك لم يكن ذلك من أولوياتي، لكن عندما تمَّ استهدافه، وقتل في غارة أميركية، كان تقديري ومن كل ما أعرفه أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات حكيمة في هذه الحالة؛ لأنه كان يخطط لقتل أميركيين، ويخطط ضد أصدقائنا، وحلفائنا في المنطقة، وكان علينا حماية أنفسنا، أعتقد أن قاسم سليماني حصل على ما يستحقه، كان له تأثير مزعزع للاستقرار في المنطقة، كان له تأثير مزعزع للاستقرار في إيران، وكان هناك الكثير من الناس في إيران عانوا على يد قاسم سليماني، لذا يجب ألا نتعاطف مع موته، لقد حصل على ما يستحقه، المنطقة معقدة للغاية هناك، لكنني أعتقد أن الولايات المتحدة اتخذت الإجراء الذي اضطرت إلى القيام به في ذلك الوقت".

أما بالنسبة لإيران من بعد مقتل سليماني، وتأثير غيابه فقد قال فوتيل: " أعتقد أن التأثير رائع جدًا. لعب قاسم سليماني دورًا استثنائيًا في إيران، فلم يكن قائدًا عسكريًا فحسب؛ بل كان قائدًا للمخابرات، وكان شبه دبلوماسي، لذا فقد جمع كل هذه الأمور في شخصه، في رجل واحد، وهي مهام ربما يفعلها عندنا أكثر من شخص، مثل مدير وكالة المخابرات، ووزير خارجيتنا، كما كان في كثير من الحالات، وجه إيران في المنطقة، وكان مسؤولًا عن تدبير نشاطاتها، مقتله ليس شيئًا يمكن لإيران أن تستبدله بسهولة، وسيستغرق الأمر جيلًا أو أكثر، ليظهر شخص مثل قاسم سليماني، لذلك أعتقد أن له تأثيرًا كبيرًا جدًا على إيران، لن يكونوا قادرين على استبداله، لكن في بعض الحالات قد يجعلها غيابه أكثر خطورة؛ لأنه لا توجد سيطرة مركزية على كل هذه العناصر المختلفة تحت النفوذ الإيراني".

كما تطرق للجهود السعودية في التصدي للهجمات التي تواجهها من اليمن قائلًا: " أعتقد أن السعوديين تحملوا مسؤولية حماية أنفسهم، والكثير من المعدات التي باعتها الولايات المتحدة إلى السعودية على مدى سنوات عدة، تم تصميمها لمساعدتهم في الحصول على دفاع قوي، وحماية حدودهم، سواء البحرية أو البرية، من مصلحتنا مساعدتهم حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، وعلينا التأكد من احتواء الحرب في اليمن، وعدم السماح لها بالانتشار في جميع أنحاء المنطقة.

وعن أنباء توجه فريق يسمى «النمر» من البنتاغون إلى السعودية، لمساعدة الجيش السعودي من حيث التدريب، وتزويده بالمعدات الدفاعية، فقد قال الجنرال جوزيف فوتيل: "لا أعرف الكثير عن تلك المبادرة، لكنني أظن أنها فكرة جيدة، أعتقد أنها خير مثال على كيفية عملنا لمساعدة السعودية، من دون أخذ تحمل المسؤوليات العسكرية، لحماية السعودية على عاتقنا، وأعتقد أن هذا هو السبب في إرسال ما يسمى بفريق «النمر»، على الرغم من بعض الاختلافات السياسية".

وأضاف: "لدينا علاقة طويلة مع السعودية تعود إلى عام 1945، منذ لقاء الرئيس فرنكلين روزفلت والملك عبد العزيز بن سعود على ظهر سفينة «كوينسي». لا توجد علاقات مثالية، وستكون هناك مشاكل، لكن علينا العمل عليها، وأعتقد أن السعودية ستكون قوة قوية، ونابضة بالحياة من أجل خير المنطقة، ونحن بحاجة لأن نساعدها على الوصول إلى ذلك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى