جسور الانتقالي و حفلة الجلد العلنية

> يكاد يكون كل بيت في الجنوب دفع ثمن، وقدَّم تضحية، و(عبيط) من يعتقد أنه يستطيع حشرنا في جيبه، أو تحت إبطه، فلم نقلع عدادهم، ونهدم أصنامهم لكي نصنع أصنام جديدة!.
* الجنوب أكثر من مجرد تراب و سماء، و لن يعيش بسلام، ويكون لكل وبكل أبنائه إلا بتحقيق العدالة، فالوطن الذي نريده ليس شعارًا أو صورة رئيس على جدار، والجنوب لن يعود بخطبة ثورية، أو بهنجمة مناضل، ولن ننتزع حقنا بهاشتاج، وتغريدة، أو حتى بمقابلة تلفزيونية.

* كلنا يعي أن المرحلة معقدة، والجنوب يتمزق من داخله، وأمست المناطقية والكراهية تنهشه، و ليس عيبا أن نراجع مواقفنا وحساباتنا، ونفتح أبوابنا وعقولنا على جميع الجنوبيين، ونعتقد أنه قبل اتهام الآخرين بطعن ظهرنا، وشق صفنا وتمزيق نسيجنا، علينا أولًا أن نتوقف عن شيطنة بعضنا.
* حرص المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحديدًا أمانته العامة، على إقامة أمسيات رمضانية، خلال الشهر الفضيل، و ذلك سعيًا لمد الجسور مع كافة القطاعات و النخب الجنوبية، وكانت البداية مع قطاع المال والأعمال.

* وكانت الأمسية الثانية لليلة الخميس الماضي مع الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، وتحت عنوان (الخطاب الإعلامي الجنوبي الواقع والطموح)، ووجهت الدعوة لعدد من الصحفيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم، سواءً كانوا مؤيدين أو معارضين لسياسة المجلس، وهي خطوة باركها الكثيرون، حيث تكاد تكون المرة الأولى التي نشهد مثل هذا التنوع في مكان واحد، وتمَّ خلالها مناقشة التحديات التي يعيشه الإعلام الجنوبي بشفافية، ودون قيود، وأين اخفقنا؟ وأين أجدنا؟، و ما نحتاجه لكي نرتقي بالسلطة الرابعة.

* الأمسية كانت ناجحة بشهادة كثيرين ومنحتنا الفرصة لتفكير خارج الصندوق، ولكن مع الأسف نظر لها بعضهم من خرمهم الضيق، وأصروا على رجمها، وخاصة الصحفيون المحسوبون على المجلس الانتقالي، الذين أثار حضور بعض الإعلاميين، وتحديدًا الزميل فتحي بن لزرق، سخطهم ووجدوا في دعوته تهمة وخيانة، حتى حسبنا أن صك الجنوب في جيوبهم، و( شرشحوا )بالمجلس على وسائل الواصل الاجتماعي، وكانت جنازة شبعوا فيها لطم!.

* شخصيًا ومثلنا كثيرون، على قناعة، أن دعوة أي جنوبي مهم كانت مواقفه من الانتقالي ليست بالإلحاد، بل نراها خطوة تحسب لقيادته، هذا إن أرادوا تمثيل كل الجنوب، ولكن إذا كان بعض المحسوبين عليه يعتبرونها ذنبًا لا يغتفر، فهذا شأنهم ولن نقف على أفواههم، ولكننا نعتقد أنه إذا كان قلبهم ينفطر على الانتقالي، كان من واجبهم أن يوصلوا أصواتهم إلى قيادته بطريقة محترمة، بعيدًا عن حفلة الجلد العلنية، ومن السخرية، أن معظم هؤلاء يعرفون الطريق إلى أبوابهم جيدًا!.

* هناك بعض من قيادات المجلس الانتقالي مؤمنة بضرورة الانفتاح على الآخر، وحقه بالمشاركة في بناء مستقبل الجنوب، وتدرك أن أي مشروع لن يعيش في الغرف المغلقة، ولا نحسبهم سيتراجعون عن موقفهم، حتى وإن حاربوهم وطعنوا ظهرهم.
* قلمنا دفع ذاتي، وهذه وجهة نظرنا وحدنا، لا نزعم أن الشرف استقر بضميرنا، ولم يتجاوزنا، وإن كنا كثيرًا ما نجنح إلى الصمت، ولكن إذا لزم الأمر عندنا الكثير لنقوله، وإن نبشنا في الأخلاق والارتزاق، قد لا نجد أكثرنا أبرياء، والحليم وابن الناس تكفيه الإشارة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى