​عائلة الشوبجي وعظمة التضحيات الاستثنائية في زمن الخذلان

>
مستعصية علينا حروف الأبجدية، وعاجزة هي الكلمات، وفقيرة لغة التعبير المناسبة والجديرة بكتابة الرثاء اللائق بعظمة التضحية الاستثنائية التي قدمتها عائلة الشوبجي المناضلة بعد أن وصلنا فجر اليوم نبأ استشهاد والد الشهداء الثلاثة يحيى الشوبجي الأبطال: شلال ومازن وأنور، والذين استشهدوا على جبهات الضالع بالخطوط الأمامية في مواجهات باسلة مع مليشيات الحوثي، وفي ثلاث معارك مختلفة ومتباعدة عن بعضها نسبياً، ويلتحق بهم والدهم وهو الرجل الاستثنائي اليوم بعد معركة ضارية خاضها مع رفاق دربه من حراس البوابة الشمالية للجنوب في إحدى جبهات الضالع الصامدة.

فأي كلمات يمكن أن تفيهم حقهم وهم الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الجنوب وقضيته الوطنية بقناعة تامة، وأي تعويض يمكن له أن يشفي غليل من تبقى من هذه الأسرة الضالعية الكريمة غير رؤيتهم للهدف الذي ضحوا من أجله الشهداء الأربعة وكل شهداء الجنوب، وقد تحقق عملياً وتجسد واقعياً على أرض الجنوب، وهو استعادة دولته وسيادته على أرضه، وغير ذلك لن يكون مقبولاً لديهم، بل سيعتبرونه خيانة لهم، وخذلاناً للشعب الصابر والصامد والثابت على حقه بشرف وكبرياء وطني.

لقد أثبتت وتثبت المعارك المشتعلة على امتداد جبهات الضالع وحجم التضحيات التي تقدم في كل معركة ومواجهة، إن إرادة المقاتلين فيها مازالت صلبة وقوية رغم انقطاع المرتبات والتموين بالغذاء والذخائر وغياب الطلعات الجوية من قبل التحالف منذ فترة طويلة، والسؤال الذي نطرحه هنا على المعنيين بالأمر: هل هذا عقابٌ لهذه الجبهات الصامدة، ولثبات وبسالة مقاتليها والتصدي لهجمات الحوثيين المتتالية، وما المطلوب منهم تحديداً؟

أخيراً لا نملك غير التوجه بالعزاء الحار لعائلة الشوبجي، ولكل من يقف صامداً ويده على الزناد بالممكن المتاح في جبهة الضالع وكل الجبهات على خارطة الجنوب المقاوم، طالبين الرحمة والمغفرة الشهيد يحي ولأبنائه الثلاثة وكل شهداء الجنوب الميامين. إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا نامت أعين الجبناء وكل المتخاذلين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى