​مخشف في ذمة الله

>
هكذا هي يد المنون مباغتة غيّبتْ عنا الأعزاء من أسرتنا الصحفية قدرات وكفاءات كانت لهم بصمات عطاء متميزة تتلمذ على أيديهم الكثير من القادات الإعلامية البارزة. الأستاذ محمد مخشف هو واحد من الرعيل الأول للصحافيين الجنوبين، ومن مؤسسي العمل النقابي للصحافيين. عمل في أكثر من وسيلة إعلامية منها صحيفة 14 أكتوبر، وترأس عدداً من أهم أقسام العمل الصحفي، وكان عصر هؤلاء قد عرف بضوابط المهنية ومقاييس الإبداع رغم الوسائل البدائية التي كانت تخرج وتطبع عبرها الصحف.

كنت محظوظاً لا شك بتعلم مبادئ المهنة على يد هؤلاء، وكان الأستاذ محمد طيب الله ثراه تلك القدوة التي طالما حلمت بالوصول إلى مستواها، قد عرف بمهنية الأداء المتميز، وظل مراسلاً متفرداً للكثير من الصحف العربية.
هكذا عاش ابن عدن هذه المدينة الساطعة الخلابة قريباً من كل أهلها حاضراً في قلب إبداعاتها الأدبية والفنية ومن أيقوناتها الرائعة.

ما زلت أذكر تلك الصباحات المشرقة في صحيفة 14 أكتوبر التي كانت ملامح الأستاذ مخشف تطالعك فيها بتك الابتسامة والتواضع. إنه الزمن الجميل بكل ذكرياته التي لم تكن إلا بتلك الهامات المبدعة.
حقاً ننعي واحداً من القدرات الإعلامية الصحافية البارزة، ولا نمتلك أمام سطوة الأقدار إلا أن نعزي أنفسنا والوطن برحيلهم، داعين المولى أن يلهم أهله ومحبيه الصبر. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى