الإعجاز العلمي.. الذبابة (1)

> ​يقولُ اللهُ تعالى: ((ياأيها الناس ضُرِبَ مَثَلٌ فاستمعوا لَهُ إِنَّ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله لَن يَخْلُقُواْ ذُبَاباً وَلَوِ اجتمعوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذباب شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطالب والمطلوب)) [الحج: 73].
قالوا: إزعاجُ الذبابِ، وإيذاؤُه، وما يُسَبِّبُه من أمراضٍ قد صَرَفَ الأنظارَ عن التأمُّلِ في هذه الحشرةِ، التي تُعَدُّ أعجوبةً في الخَلْقِ الإلهيِّ.

لقد ضربَ اللهُ سبحانه وتعالى للناس الذبابةَ مثلاً، هذا المخلوقُ الضعيفُ المستقذَرُ، الذي يتكاثرُ بسرعةٍ جنونيةٍ، والذي يبدو ضعيفًا، لو أنك رششتَ مكانًا موبوءًا بالذبابِ، وقضيتَ على كلِّ الذبابِ إلا ذبابةً واحدةً؛ لأنتَجتْ هذه الذبابةُ جيلًا من الذبابِ يقاوِم هذه المادّةَ التي رشَشْتَها في هذا المكانِ، فتصنيعُ المضادّاتِ الحيويةِ عند الذبابِ شيءٌ معجزٌ، فَأيُّ شيء يقضي على الذبابِ تصنِّع الذبابةُ في أجهزتِها الدقيقةِ مضادًا حيويًّا يُكسِبُها مناعةً ضد هذه المادّةِ الفعّالةِ، حتى إنّ الذبابَ إذا ماتَ في البردِ ينجبُ جيلًا يقاوِمُ البردَ.

كُبِّرَتْ عينُ الذبابةِ مئاتِ المراتِ، فكان من هذا التكبيرِ العجبُ العجابُ، آلافُ العدساتِ المرصوفةِ بعضُها إلى جانبِ بعضٍ تحقِّقُ للذبابةِ رؤيةً كاملةً، فهذا المخلوقُ الضعيفُ الذي يشمئِزُّ الناسُ منه يستطيعُ أن يُنَاوِرَ مناورةً لا تستطيعُ أعظمُ الطائراتِ الحربيةِ وأحدثُها أنْ تفعلَ فعْلَها، إنها تسيرُ بسرعةٍ فائقةٍ بالنسبة إلى حجمِها، وتستطيعُ أنْ تنتقلَ فجأةً إلى زاويةٍ قائمةٍ، وتستطيعُ أنْ تنتقل من سقفٍ إلى سقفٍ، وهذا شيءٌ لا تستطيعُ طائرةٌ في الأرضِ أنْ تفعلَه، قال تعالى: ((ضَعُفَ الطالب والمطلوب)).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى