بسبب ذلك نعود للخلف بخطوات متسارعة

> الله يعطينا ويعطيكم الصحة والعافية، ويبارك لنا ولكم بأولادنا وصحتنا، الجميع قرأ القرآن في شهر رمضان المبارك، وأن أغلبنا لا يمر عليه حتى مرور الكرام بقية شهور السنة، والذي يتوجب علينا عند قراءته معرفة معانيه؛ لأن به كل الحلول لمعالجة مشاكلنا اليومية إن تمعَّنا في آياته جيدًا.

ولكننا للأسف، نقول أتممنا الختمة مرة أو مرتين ومنهم ثلاث أو أكثر من ذلك، خلال شهر الرحمة والقرآن، دون أن نأخذ منه العبرة والموعظة والتعلم من كلماته، التي أنزلها الله تعالى في محكم تنزيله، وهي العلاج الشافي والوافي لكل مسائل الدنيا والدين، ولكن دون تعصب وتشدد، ويجب أن تكون الموعظة الحسنة هي الأساس في ذلك، لكي نستطيع كسب ثقة واحترام الناس من حولنا، والعالم الذي يواجهنا بقوة كلمته وعلمه وتوحده وتطوره، ونحن أمامه لاحول لنا ولا قوة إلا بالله فقط، نستهلك منتوجاتهم، ونقلد أفعالهم، وللأسف، الأفعال السيئة منها وليس الطيبة، حتى نقول إننا متطورون ومثقفون، ونواكب العصر، فصدقت مقولة: "يا أمَّةً ضحِكتْ من جهلها الأممُ ".

وما نراه اليوم من تكنولوجيا متقدمة كسرت حاجز المسافات والوقت، وقربت البعيد، وأنهت ساتر السرية بالمعلومات، وأدت إلى أن يكون العالم اليوم كتاب مفتوح، تقلب صفحاته لكل من يريد الحصول على المعلومة، وبما أنه عالم، فهو يحتوي على المعلومات الصحيحة والخاطئة، وهذا أمر طبيعي؛ لأن المجتهد ربما يصيب وربما يخطأ، وإذا أخطأ فقد كسب الأجر لمحاولته التجربة للوصول لنجاحها، ولكن الأمر غير الطبيعي الذي ظهر لنا بهذا العالم، والذي تتميز به هذه الأيام وسائل التواصل الاجتماعي، وتبعث السموم بواسطته عن طريق التزييف في المعلومات بشكل متعمد، ليس لشيء ولكن لأن هذا الطرف أو ذاك فقد مصالحه من هنا أو هناك، ليتحول إلى رأس سهم مسموم ليس لمعالجة الخطأ الذي يراه بمنظوره إنه خطأ، ولكن لزرع الخطأ في عقول من يحترموه ويتابعوه، على الرغم من علمه ومعرفته بأن معلوماته غير صحيحة؛ ولأنه يعلم ويفهم عقول من يرسل لهم رسائله، وعلى الرغم من تنوع ثقافاتهم ووعيهم وفهمهم وإدراكهم لكل ما يحاك لهذا المجتمع، الذي لا يريد سوى أن تستمر الحياة بسلام وأمان، ودون أمراض، ولا يوجد بها جياع إلا أن رأس السهم المسموم يعلم بأنهم سيسيرون خلفه؛ لأنهم أقفلوا عقولهم، وأغلقوا قلوبهم، وهو بحد ذاته لا يستطيع التفكير بطرق إيجابية، حتى يبقى المجتمع مستقرًا ومزدهرًا؛ لأنه يعيش برغد في أعلى برج عاجي هو وأسرته، فيتمنى أن يرى الدمار لهذا المجتمع، ليعيش هو بذلك المجتمع بعيدًا عن مجتمعه الذي يسعى لتدميره.

وهنا على كل المنتميين لهذا المجتمع الابتعاد عن الأسهم المسمومة، وكذلك عن كل من أقفل عقله وأغلق قلبه؛ لأنهم لا يبحثوا سوى عن دمار مجتمعنا، وإن كانوا يبحثون عن الخير فليتركوا أماكن سكناهم بالأبراج العاجية، ويعيشون مع أبناء مجتمعهم ظروفهم الصعبة التي يتجرعون آلامها يوميًا، وهم بالهواء الطلق النقي النظيف، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي يرمون الإشاعات يمينًا يسارًا، ويحرضون الشعب لتدمير مجتمعه، والاستخدام السيء للتكنولوجيا من قبل مجتمعاتنا العربية هي التي جعلتنا نعود للخلف بخطوات متسارعة.

فهل سيأتي جيل متعلم وفاهم حتى لو كان يعيش في أعلى برج عاجي، ولكنه مُحب لمجتمعه ومساعد بتنميته من خبراته التي اكتسبها بحياته العملية والعلمية، كلنا أمل بالمولى عزّ وجل ليستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بالطريقة الصحيحة، لتكون هي نقطة الانطلاق للأمام، والتوجه لبوابة البناء والتنمية والتقدم والازدهار والاستقرار.. كلنا شوق لنعيش هذه اللحظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى