رفض الحوثي للقاح كورونا.. تعنت يهدد حياة أطباء اليمن

> تقرير/ بديع سُلطان:

> ​تواصل مليشيا الحوثي تعريض حياة اليمنيين للخطر، بداية من إشعال حربها العبثية، وانتهاء بالتعامل اللامسؤول مع تهديدات فيروس كورونا.
آخر تقليعات الانقلابيين تمثلت في رفض استلام لقاحات فيروس كورونا التي كانت السلطات الحكومية في وزارة الصحة اليمنية قد أرسلتها إلى مناطق سيطرة الحوثيين، لتطعيم الأطباء والطواقم الصحية هناك.

وهو ما أكده وكيل وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، الدكتور علي الوليدي، معتبرًا أن رفض مليشيا الحوثي في صنعاء استلام لقاح فيروس كورونا، يهدد حياة المواطنين في مناطق سيطرتهم.
من جانبه، قالت وكيلة وزارة الصحة في اليمن، الدكتورة إشراق السباعي، لـ"العين الإخبارية"، إن الحكومة اليمنية اتفقت مع منظمة الصحة العالمية على إرسال 10 آلاف جرعة لقاح، تُعطى للكادر الطبي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

وأشارت السباعي، وهي أيضاً المتحدثة باسم اللجنة الحكومية للطوارئ ومكافحة كورونا، إلى استهانة الحوثيين بحياة الأطباء والكوادر الصحية، حيث طالبوا بتخفيض كمية اللقاحات إلى ألف جرعة فقط، ثم إلى 500 جرعة بحسب طلبهم.
وبعد شد وجذب ومحاولات وحوار مع منظمة الصحة العالمية قبلوا باستلام 10 آلاف جرعة من اللقاحات، غير أنه لم يحدث أي شيء على الواقع، ولم تقبل المليشيات باستلام الجرعات.

وأضافت السباعي متأسفة: بعد كل ذلك رفض الحوثيون خطة منظمة الصحة العالمية لاستهداف تطعيم الكادر الطبي ضد كورونا.
ولفتت إلى أن ممارسات الحوثيين هذه أثارت قضية كبيرة، ودفعت إلى خلق حراك تضامني على مستوى الكوادر اليمنية الطبية داخل اليمن وخارجها؛ لمناصرة زملائهم المتواجدين في مناطق سيطرة المليشيات.

إهمال للكوادر الصحية
واعتبرت المتحدثة الحكومية أن هذه السلوكيات والممارسات ليست بجديدة على المليشيات الحوثية، وقالت إن الانقلابيين لا يهتمون بخسارة الأطباء والطواقم الصحية، وهذا التعنت يشكل مشكلة كبيرة، تُعرّض حياة الكوادر الصحية للخطر.
وأضافت أن هذا ليس في صالح الكوادر الطبية، التي تتعامل يومياً مع حالات مصابة بكورونا، رغم أن المناشدات وصلت إلى أعلى مستوى، حتى إلى الأمم المتحدة.

وأعربت السباعي، خلال تصريحها لـ"العين الإخبارية"، عن أمنياتها أن تكلل هذه المناشدات بنتائج إيجابية، ويحدث تغيير في موقف المليشيات المدعومة إيرانيا، وتقبل بإيصال الجرعات للأطباء والطواقم الصحية.
وحرصًا من الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الصحة على تلقيح وتطعيم الأطباء والكوادر الصحية العاملة في مناطق سيطرة المليشيات، فقد أوجدت حلولاً لتجاوز رفض وتعنت الحوثيين، وعدم حرصهم على حياة اليمنيين، والطواقم الطبية على وجه الخصوص.

ولفتت المسؤولة في الحكومة المعترف بها دوليا إلى إعلان وزير الصحة اليمني الدكتور قاسم بحيبح بترحيبه وحرصه على تحصين وتطعيم الكوادر الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، وذلك من خلال حث الطواقم الطبية على أخذ اللقاح من أقرب مركز صحي في المحافظات المحررة القريبة من مناطقهم، والتي يمكن أن يلجأوا إليها في ظل رفض الحوثيين.

إنكار مفضوح
وعللت وكيلة وزارة الصحة اليمنية رفض الحوثيين استلام اللقاحات بمخاوفهم من الوقوع في فخ الاعتراف بتفشي وباء كورونا في مناطق سيطرتهم، فالمليشيات الحوثية تواصل إنكار انتشار الجائحة، وتعود آخر إحصائية أعلنتها إلى مايو/أيار عام 2020، حين اعترفت بإصابة 4 أشخاص في مناطق سيطرتها.
وأكدت الدكتورة السباعي أن الحوثيين يعتبرون استلام جرعات التطعيم بمثابة اعتراف بتفشي كورونا، فهم ماضون في إنكار أي وجود للجائحة، رغم توسع رقعة المقابر والوفيات والمصابين، وفق قولها.
واختتمت تصريحها لـ"العين الإخبارية" بالإشارة إلى أننا نعيش في عالم بات اليوم أشبه بقرية، والكل يتواصل مع بعضه البعض بيسر وسهولة، والجميع يعرف ما يدور في كل مكان، وذلك في تلميح منها إلى عدم نجاح أية محاولات لإنكار وجود الأوبئة في مناطق سيطرة الحوثيين.

124 مركز تلقيح حكومي
في المقابل، تواصل السلطات الصحية في الحكومة اليمنية، استحداث مراكز تلقيح ضد فيروس كورونا في مختلف المحافظات اليمنية الواقعة تحت سلطاتها.
واستحدثت الوزارة ما يقارب 124 مركزًا معتمدة للتلقيح ضد كورونا في محافظات: عدن، وتعز، وحضرموت الوادي والساحل، وشبوة، وأبين، ولحج، والبيضاء، وسقطرى، والضالع، ومأرب.

كما وجهت الوزارة خلال اليومين الماضيين فرقًا صحية للتوجه إلى منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية؛ بهدف تلقيح المسافرين اليمنيين الراغبين بالسفر، بالإضافة إلى استحداث مراكز تلقيح في محافظة شبوة، وتستهدف المسافرين القادمين من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.
وقال وزير الصحة اليمني الدكتور قاسم بحيبح، إن الحكومة قامت بتسهيل الخدمات للمواطنين وفتح مجال لتطعيم المسافرين كوضع اضطراري رغم عدم وجودهم في فئات الاستهداف من الجولة الأولى.

‏وأوضح في سلسلة تدوينات على موقع "تويتر"، تابعتها "العين الإخبارية"، أن الجرعة الأولى من لقاح "أسترازينيكا" مؤلفة من جرعتين بينهما 8 إلى 12 أسبوعا، منبها أن ذلك شرطا للسفر والحج والعمرة.
‏وتعهد المسؤول اليمني، الثلاثاء، بمحاسبة أي مخالفين من الكادر الصحي وإحالتهم للتحقيق حال ثبوت فرضهم أية رسوم على لقاحات المسافرين كونها لقاحات مجانية لكافة مواطني الجمهورية اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى