سيناريوهات المفاوضات المتوقعة

> هذه هي السيناريوهات المتوقعة، ولا تتضمن القناعات الشخصية لي كتفكير محايد إلى درجة معينة.
في البداية، سبق أن كتبت وتحدثت مع المعنيين عن أهمية أن يكون التفاوض في العملية السياسية متعدد المسارات؛ لأن تفاوضا في إطار مسار واحد لن يوصل إلى حل، لا للقضية الجنوبية، ولا للأزمة اليمنية. وهناك عدة سيناريوها للحلول يمكن أن نبرز هنا بعضها:

السيناريو الأول:
أن يكون حل القضية الجنوبية هو المدخل لحل الأزمة اليمنية، وفي هذا السيناريو هناك ثلاثة أطراف رئيسة:
-المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي باستقلال الجنوب العربي واستعادة دولته التي كانت قائمة قبل 22 مايو 90م.

- الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، التي تعمل على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية.
- أنصار الله (الحوثي) سلطة الأمر الواقع في صنعاء وباقي مناطق الجمهورية العربية اليمنية السابقة (المملكة المتوكلية اليمنية) الذين يدعون بأحقيتهم في الحكم.

والملاحظة الأساسية من هذه الخارطة هي أن المجلس الانتقالي الجنوبي وأنصار الله يقفان على أراضي الدولتين سابقا، كل منهم على أراضي دولته السابقة، أما الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا فهي في المنفى، إلا من وجود محدود هنا أو هناك. وهي مكونة من أشخاص من الجنوب العربي (دولة الجنوب السابق)، وعناصر من اليمن (دولة الشمال السابقة)، لهذا، فإن المدخل الحقيقي إلى الحل هو أن يكون الحوار متعدد المسارات وبحضور دولي وإقليمي.

- حوار بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجنوبيي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والاتفاق على حكم وإدارة الجنوب العربي، وتشكيل وفد للتفاوض مع الشماليين.
- حوار بين أنصار الله وشماليي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، يتفقون فيه على حكم وإدارة اليمن الشمالي سابقا، وتشكيل وفد للتفاوض مع الجنوبيين.

- يبدأ مسار تفاوضي جديد بين الجنوبيين، دولة الجنوب السابقة، واليمنيين، دولة الشمال السابقة، للتفاوض على فك ارتباط سلس، وتنظيم المرحلة الانتقالية والعلاقة بين الدولتين، وحل المسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمية.

السيناريو الثاني:
يكون حل القضية الجنوبية نتيجة لتفاوض السياسي، وفي هذا السيناريو يقف التفاوض بين الثلاثة الأطراف السابقة في عدة مسارات، أهمها:
المسار السياسي، وفيه يتم التوافق على شكل الدولة والمرحلة الانتقالية، وصولا إلى الدستور وحق تقرير المصير لشعب الجنوب العربي، ويثبت في دستور الدولة المنشودة.

المسار العسكري، وفيه يتم الاتفاق على حل مشكلة القوات المسلحة في إطار شكل الدولة الذي سيتفق عليه.
المسار الاقتصادي، وفيه يتم الاتفاق على المعالجات الاقتصادية في ظل شكل الدولة المنشودة.

ويكوّن الثلاثة الأطراف طاولة مستديرة في كل مسار بحضور دولي وإقليمي،
وبنتيجة التفاوض هذه، تكون هناك مرحلة انتقالية، يقر فيها الدستور، يليه مباشرة حق شعب الجنوب في تقرير مصيره.

السيناريو الثالث:
الاتفاق على دولة اتحادية من إقليمين: إقليم الجنوب العربي (دولة الجنوب سابقا) وإقليم اليمن (دولة الشمال سابقا). وفيه تتم المفاوضات على عدة مسارات، كما هي في السيناريو الأول، والاتفاق على إدارة ذاتية لكل إقليم خلال المرحلة الانتقالية، وحكومة مركزية واحدة، يجري خلالها تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي والأمني والسياسي، ثم التفاوض الشمالي الجنوبي على قاعدة حل الدولتين (استعادة دولة الجنوب السابقة، واستعادة دولة الشمال السابقة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى