تعز تنتفض للتنديد بفساد الإخوان.. مظاهرات ضد الجبايات

> «الأيام» "العين الإخبارية":

>
  • ​أحزاب تساير موجة الاحتجاج للتخلص من الخصوم
  • تقاسم الإخوان والحوثي المدينة يطيل أمد الحرب لتكوين ثروات ضخمة
يبدو أن فساد إخوان اليمن في تعز مستمر رغم تدهور الوضع المعيشي والخدمي إلى مستويات متدنية في المدينة الواقعة جنوب البلاد.
تدهور معيشي دفع مواطني تعز إلى الخروج في تظاهرات ومسيرات احتجاجية ضد الفساد الإخواني المستشري في مفاصل السلطات المحلية والعسكرية والأمنية.

يأتي ذلك عقب إتاوات وجبايات فرضتها سلطات الإخوان، وصلت حد نهب ومصادرة تبرعات الموظفين بزعم فك الحصار الحوثي المفروض على مدينة تعز منذ أكثر من 6 أعوام مضت.
وهي جبايات أكدها قيادات إخوانية من داخل أروقة الجماعة؛ لتؤكد تلك التصريحات من جديد مدى استغلال التنظيم الإرهابي للحرب مع الانقلابيين الحوثيين في الإثراء وتكوين الثروات.

مبالغ مهولة وفساد مستشرٍ
الفساد الذي أعلنه أحد خطباء المساجد الموالين للإخوان بتعز، والذي تحدث عن "اختلالات كبيرة فيما يتعلق بالأموال التي تم جمعها لدعم عملية استكمال تحرير المدينة".
وكانت السلطات الإخوانية قد أعلنت عن "نفير عام" و"تعبئة عسكرية" لمواجهة الحوثيين، وتسخير كافة الجهود المالية والشعبية في سبيل ذلك، بما فيها استقطاع أقساط من مرتبات الموظفين المدنيين بتعز.

وهي الاستقطاعات، حسب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، التي بلغت مبالغ مهولة، مؤكدين استغلال الإخوان لهذه الأموال للإثراء الشخصي.
في الوقت الذي قال فيه بيان مشترك صادر عن السلطات الإخوانية العسكرية والمالية بتعز: "إن ما تم توريده من مبالغ لحساب المحور العسكري واللجنة المالية حتى نهاية شهر أبريل ما يقارب مليار ريال يمني".

غير أن نشطاء أشاروا إلى وجود مبالغ مهولة، ما زالت لم تورد من مديريات محافظة تعز، تجعل من المبلغ أكبر مما كشفت عنه اللجنة المالية ومحور تعز الإخواني.
ورفع المتظاهرون من أبناء تعز، خلال تظاهرات الخميس، لافتات طالبوا فيها الحكومة بإقالة وتغيير جميع الفاسدين وإحالتهم للنيابة والقضاء لمحاسبتهم.

المتظاهرون دعوا جميع أبناء المدينة إلى الخروج والمشاركة في المسيرات السلمية المقبلة، حتى يتم محاكمة الفاسدين، في ظل تردٍ في الخدمات العامة، أبرزها انعدام الكهرباء، وارتفاع الأسعار، وانقطاع المرتبات، وتردي الأوضاع المعيشية.
وطالبوا بالكشف عن مصير الأموال التي تم استقطاعها من مرتبات وقوت الموظفين المدنيين في تعز، ومحاسبة كل من تورط في نهبها إذا ثبت ذلك، منددين بتوقف جبهات القتال ضد الانقلابيين الحوثيين، ومطالبين باستمرارها واستكمال تحرير المدينة بدلا من توجيه طاقات مليشيات الإخوان لابتزاز المواطنين واستغلال المدنيين.

اجتثاث الفاسدين
الإعلامي اليمني المستقل، سالم المجيدي، كان ممن حضر وشهد المسيرات والتظاهرات التي عاشتها تعز يوم الخميس.
وقال المجيدي: إن المواطنين خرجوا في مسيرات شارك فيها الحزبيون والمستقلون على حد سواء؛ للاحتجاج على تردي الأوضاع الخدمية؛ والمطالبة باجتثاث الفساد والفاسدين بتعز.

مؤكدًا أن هناك من يستغل ظروف الحرب في تعز، ويعتاش على الفساد والنهب، في الوقت الذي لا يبالون فيه بما يكابده المواطنون، ويستغلون معاناتهم دون أدنى مبالاة.
وأشار الصحفي اليمني سالم المجيدي إلى أن بعض الأحزاب السياسية انتهزت فرصة المظاهرات، ورأت فيها مناسبة جاءت على هواها، للانتقام والتخلص من خصومها الفاسدين.

لافتًا إلى أن تلك الأحزاب غير مقتنعة باجتثاث الفساد كمنظومة، ولكنها سايرت الموجة للانتقام والتخلص من منافسيها وخصومها؛ ليضلوا متربعين هم على كراسيهم ومناصبهم.
في إشارة إلى حرف تنظيم الإخوان الإرهابي مسار التظاهرات عن مسارها العفوي والمعيشي، الذي خرجت من أجله للتخلص من الفاسدين.

وأرجع المجيدي هذه الانتهازية، لسبب بسيط يكمن في أن هذه الأحزاب، قامت على المحاصصة "العفنة"، حسب وصفه، فقدمت أسوأ كوادرها على الإطلاق، واستحوذت من خلالها على المناصب، ومارست النهب والفساد واللامبالاة بمعاناة الناس.

من سيء إلى أسوأ
يصف المجيدي الوضع في تعز أنه "يسير من سيء إلى أسوأ"، على كافة المستويات، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.
وأضاف أن كل طرف يرمي بمسؤوليته على الطرف الأخر، والضحية في النهاية هو المواطن التعزي تحديدًا، حيث لم تمر تعز بأسوأ مما مرّت به الآن منذ عقود خلت.

وأشار المجيدي إلى أن التضييق بات يهدد حتى الشركات التجارية والاستثمارية الكبرى في تعز، التي باتت مهددة بالإغلاق نتيجة ابتزازها من قبل قادة ومتنفذين، منتسبين لألوية عسكرية، في إشارة للنافذين من قادة الإخوان.
وهو ما يؤكد مدى الوضع المتردي الذي آلت إليه الأمور في مدينة تعز، التي باتت تحت رحمة حصار جائر تفرضه المليشيات الحوثية وفساد ومتاجرة مريعة من قبل تنظيم الإخوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى