الجنوب بين الهوية واليمننة

> التمسك بالهوية الجنوبية عامل أساسي وحاسم في كفاح الشعب الجنوبي من أجل استعادة دولته.
الجنوب العربي (جنوب اليمن) وطن وهوية. ومن يتمسك باليمننة، فلا يتحدث عن استقلال الجنوب العربي. اليمننة شعار دخيل كان و لا يزال سببا لكل الحروب في الجنوب العربي. التاريخ المعاصر يؤكد أن الجنوب تم سرقته حين تم إدخال قادة وأعضاء أحزاب الشمال الهاربين من ظلم الأئمة في الشمال وتسليمهم شيئا فشيئا الدولة في الجنوب.

هم الذين اغتالوا وطردوا كوادر عدن والجنوب وقياداته. حتى انهار الجنوب لأنه كان يقاد من شماليين غرضهم استخدام ثروة وإنسان الجنوب لقلب النظام في صنعاء باستخدام شعارات الهوية اليمنية ومصطلح الوحدة. ولم يكن هدف هؤلاء الهاربين رد الجميل للشعب الجنوبي الذي احتضنهم و العمل على تقدمه وتطوره واستقراره.

التاريخ يؤكد بفعل الملموس أن الصراعات الجنوبية-الجنوبية منذ بدايتها، التي توجت في 1986، هي صراعات بين هوية الجنوب والهوية اليمنية. بدأت منذ رفض ثوار الجبهة القومية لاستلام الجنوب باسمه الحقيقي الجنوب العربي. وحين عارض الرئيس قحطان وانتبه أن الانحناء كل مرة لعاصفة اليمننة خطر، تم إقصاؤه من تيار اليمننة ... وحين أدرك الرئيس سالمين أن اتجاه الجنوب يخالف المحيط، كان تيار اليمننة (اليساري) قوي فاقتلعوه. وفي فترة لاحقة الرئيس علي ناصر. و استمر هذا المد إلى حدود عهد الرئيس البيض، الذي لم يستطع مواجهة غالبية أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية الشماليين بفضل تنامي تيار اليمننة... ولا يزال إلى حدود كتابة هاذه السطور يخوض الجنوبيون صراعا مع أحزاب اليمننة حتى بعد تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني.

و الواقع أن الصراعات في الجنوب كانت بسبب إدخال هوية لا يقبلها شعبه العربي، ولم تكن في عمقها، وفي غالبية الأحيان صراعات لأجل السلطة أو صراعات مناطقية. وإن ظهرت بذلك. لكنها كانت ولا تزال صراع هوية... فحذار من ازدواج الهوية وعدم وضوحها، فإنها تضعف القضية الجنوبية وقد تقضي عليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى