بالوكالة عن اليمن.. كيف انتصرت مأرب؟

> تساءل الباحثون والوسط الاستراتيجي عن سر انتصار مأرب، والجواب أن مأرب تقاتل استراتيجيا ليبقى اليمن موحدا، وتقاتل أخلاقيا للدفاع عن نفسها، ودفاعها قضية عادلة تحظى بالتأييد والدعم المحلي والعربي والدولي.
لم تنكسر إرادة المأربيين رغم القصف الصاروخي والتدمير الشامل، ورغم استهداف المدنيين؛ لخلق نوع من الصدمة والترويع، بل فشل التأثير النفسي في إحداث خرق بين الحاضنة الاجتماعية.

لقد نجح المأربيون في استيعاب الضربة تلو الأخرى، وأعادوا ترتيب الصفوف، وهيأوا أنفسهم لجولات عديدة، فقد أمتلك المأربيون قوة جديدة بالسيطرة على شركة (سبأفون) للهاتف النقال، وبذلك احتكروا المعلومة الاستخبارية، ومنعت عن العدو، وكانت ضربة قوية، إذ أصبح العدو يواجه مساحة مغلقة استخباريا، ولا يمكن تتبع إحداثياتها أو التنصت عليها أو الاستفادة من معلومات نصوص الرسائل القصيرة، ورافق ذلك ضغوط حملات الإعلام المؤثرة، فكلها انصبت لصالح المأربيين، وخصوصا مع القتل المتعمد الذي مورس ضد المدنيين والنازحين.

تجاوز عدد قتلى أعداء مأرب خمسة آلاف مقاتل في تخوم صحرائها، وهذا رقم قدم صدمة نفسية لهم، وهزيمة مذلة لم تكن بالحسبان، ومغامرة بخطأ استراتيجي، ويعود ذلك إلى فشلهم في سياسة الاحتواء والترغيب أو الترهيب أو الاعتقال للمأربين.
اليوم معركة مأرب مصيرية، وينقصها تلقين الأعداء صفعة أخرى بالوكالة في الحديدة، والجوف، ولحج وتعز، ويا حبذا في البيضاء وصعدة، وذلك بغطاء جوي كثيف من التحالف العربي لدعم الشرعية، وهو أحد أبرز أسباب انتصار المأربيين في الذود عن مأرب الحضارة والتاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى