الإدارة الذاتية.. المحاكم

> خلال الفترة الماضية تردد هذا المصطلح كثيرًا، خصوصا بعد التحرك الذي قام به الانتقالي الجنوبي في عدن، لكن يا ترى هل هذه الخطوة نتيجة حتمية وصلنا لها أو سنصل لها قريبًا.

إذا ألقينا نظرة على الجار الصومال خلال التسعينات، وبعد أن عجزت الدولة عن القيام بدورها، وجد الشعب الصومالي نفسه وحيدًا ولم يمد أحد يده لهذا الشعب المنكوب، إلا من أجل أن ينتزع جزء من خيرات ذلك الوطن الجريح، عندها برزت المحاكم من أجل فرض الإدارة الذاتية على بعض أحياء مقديشو، وعندما نتحدث عن الإدارة الذاتية هنا نقصد إدارة البلد وتوفير الخدمات، وليس ابتزاز العالم من أجل التدخل فقط، لذلك خلال شهور اجتاحت المحاكم الجغرافيا الصومالية، ما بدا للناس على تدخل بسيط من أجل القيام بدور السلطة القضائية في بعض أحياء مقديشو تحول إلى سيل جارف هز شرق أفريقيا ومازال صدى ذلك الحدث يسمع إلى اليوم.

كل ذلك ما كان ليحدث إلا بعد أن شعر الشعب الصومالي أنه يقف وحيدًا ويجب أن يتحرك ذاتيًا لفرض إدارة حقيقية وتولي زمام الأمور، هنا أصبحت الإدارة الذاتية ضرورة حتمية، وهي نابعة من إرادة الشعب لإدارة أموره، وليس ناتجة عن رغبة قوى سياسية تحاول ابتزاز دول الجوار والقوى الدولية من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو تنفيذ أجندات دولية.

الشعب اليمني جنوبه وشماله وحضرموت يحتاج إلى إدارة ذاتية وحراك شعبي من أجل توفير خدمات أساسية لتوفير أبسط سبل العيش بعد أن عجزت الشرعية عن القيام بواجبها، شرعية مريضة مهترئة اتكالية نفعية لا خير فيها، وشعب يموت جوعًا ينظر برجاء لقوى سياسية تحولت لفصائل وأمراء حرب، إذا لم تكن هناك قوى وطنية تتحرك اليوم قبل غد، من أجل أن تلتقط المرحلة التاريخية لإحداث تغيير سريع وفعال لإنقاذ الشعب من هذا الشقاء، ستستمر المعاناة لسنوات لنصل في النهاية لهذه النقطة.

قد يعتقد البعض أن المقارنة غير عادلة، وأنه ليس هناك مقارنة بينما ما يحدث في اليمن والصومال الأيام ستثبت لكم أن الأمور متشابهة بشكل لا يصدق.
نحن أمام شرعية فشلت في تنفيذ شركة اتصالات توفر الخدمات في المناطق المحررة، وهو مشروع ربحي يمكن يعود عليها بمليارات الريالات، وتركت كل هذا يصب في خزينة جماعة الحوثيين، تتوقعون أنها تستطيع أن تقوم بتوفير ما هو أكثر من ذلك.
على الشعب والقوى الحرة التحرك الآن وأي تأجيل ما هو إلا مجرد إطالة لأمد معاناة الشعب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى