​اليمن ينتصر

>
اليمن الآن تنتقل من الاتحاد الشخصي إلى الاتحاد الجغرافي، ولم يعد يوجد أي مكون في اليمن خارج نطاق هذا المربع الاستراتيجي، لأن الجميع استوعب وأدرك بأن من يقاتل لأجل مناطقية أو قبلية أو طائفية أو أجندات إقليمية فهو الخاسر. هذه الحقيقة توصلنا إليها بعد سبع سنوات من الحرب، وأطلال الخراب، والمجاعة، والضحايا، والتشرد والاغتراب ، فقد تحول المجتمع اليمني القبلي والطائفي إلى مجتمع قومي، وامتلك الشعب اليمني انتساب عضوي للحدود التي يعيش عليها بهوية وطنية جامعة. بالفعل بعد سبع سنوات تولدت قناعة بأن مد الجسور وإعادة اللحمة اليمنية التي قالها الرئيس القائد الشهيد" أبو عمار "الفلسطيني في ذكرى إعلان الوحدة اليمنية هي الطريق الصواب والخيار الاستراتيجي الأنجع في ظل الإطار التنموي والمجتمعي والتاريخي الذي تعيش فيه يمن اليوم.

لقد فشل غبار الحرب والمعارك، والاختلافات، والغمة الآنية على حجب هذا الواقع والتحول الاستراتيجي الفريد لليمنيين، ومع كل فقد كبر الفكر الوطني بحجم اليمن الكبير، وأصبح لدينا تفاعل اجتماعي وطني تلقائي وأشبه ما تكون هبة وهدية من الله سبحانه وتعالى منَّها علينا، ولكل ما سبق فإن اليمن ينتصر؛ لأن التنمية الطرفية والساحلية لا تقبل بتشطير اليمن إلى يمنين، والأهم أن اليمن ينتصر؛ لأنه يريد إنقاذ شمال الشمال اليمني من المتمردين، ويسعى جاهدًا لإنقاذ الانقلابين من إيران وأجندتها الممزقة للأرض والإنسان في اليمن وعالمنا العربي.

إن أي مساس بالإنسان  أو الأرض  أو الجغرافية في اليمن يعد مساس جنائي بجوهر الأمن الاستراتيجي لليمن، وهدم للبنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية وهذه هي الورطة التاريخية التي وقع بها الانقلابيون وكل من شاطرهم ذات النفق المظلم الذي تمر به اليمن اليوم.
لقد أضاع الشعب اليمني فرص عديدة للنهوض، ولم يهتد الى طريق الارتقاء والتطور، لكن يبدو بأن تربة التضحيات والأرض التي سقيناها بالدم كفيلة بإعادتنا إلى الصواب، وستخلق بإذن الله أجواء الطمأنينة والهدوء والأمن والاستقرار وإن غدًا لناظريه قريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى