من أجل وضع حد للإحباط والهوان

> لا يخالجنا الشك أن معظم الشعوب العربية تقف الآن أمام امتحان صعب، واجتيازه سوف يعيد بعض اعتبار لهذا الشعب الحائر من المحيط إلى الخليج، ويحفظ له ماء الوجه.

ليس المكان الذي سيعقد فيه أي مؤتمر قمة، هو المشكلة، فلو نصبنا خيمة على شاطئ إحدى الدول المطلة على أي بحر، أو طرف من أطراف صحراء، أو قمة جبل الزيتون المطل على مدينة القدس، أو ضربنا أوتادًا على جبل (جولد مور بالتواهي)، أو شاطئ جزيرة سقطرى، أو المهرة فوق جبل نشطون، أو أقمناه في أي بيت متواضع من بيوت خلق الله الناطقين بالضاد، وارتفعنا إلى مستوى المسؤولية، من قلوب مخلصة، لاجتثاث عقارب التفرقة، التي أخذت منذ زمن تعمل على المكايدات، والخلافات، والانقسامات على تقويض مبنيين مجتمعنا وخيمتنا العربية.

ولو وضعنا يدنا على أساس الداء، واتخذنا كل الاحتياطات بجرأة بعيدة عن الانفعالية، نكون قد اقتربنا ولو لحد بسيط من الواقعية لنصل إلى جوهر قضايانا التي لا تنتظر مزيدًا من البيانات أو التوصيات التي تحفظ في الملفات.

وإحقاقًا للحق لم يعد هناك لزومًا أو حاجة لانعقاد أي مؤتمر للقمة العربية في المستقبل، وفي حالة انعقاده ماذا يمكن أن نحقق منه، فقد كانت ولا تزال فلسطين وحدها هي المحتلة، أما الآن فقد احُتلت العراق وسوريا ولبنان واليمن... إلخ، بل احتل الوطن العربي بطريقة أخرى في توجيهها وإرشاده في روحه واقتصاده ومناهجه ومياهه، واستطاع المحتل أن يسيطر على نسمة الهواء التي نتنفسها في حالة انعقاده مستقبلًا لا تتجاوز القضايا التي ستناقش فقط عن القضايا المدرجة كالعادة: الإصلاح والتطوير في عملية السلام باهتة أمام واقع مجنون لا يرحم إنسانًا أو شجرًا أو أرضًا أو بيتًا بناه البعض بعرق الجبين، فعن أي إصلاح نتحدث وسط سيل الدماء الجارف الذي يتدفق هنا وهناك، وفوضى وقلاقل لا تتوافر إلاّ في البلدان العربية – المواطن العربي – أبناء وطن وشعب واحد يتقاتلون بعضهم البعض مما نستغرب عن أي ديمقراطية.. معارك أوجدتها بعض من الدول التي لا تحب الخير والاستقرار لبعضها البعض.

اتخذت هذه الدول المعادية وطننا العربي مستباحًا لمؤامراتهم وحروبهم الشرسة، والهجمة العنيفة على خيراتنا، وموقع بلادنا، وتعطيل تقاليدنا وعاداتنا العربية الأصيلة، وأي سلام نسعى إليه وسط الإجحاف بحقوقنا المشروعة، وضرب عرض الحائط بالشرائع الدولية – التي تطبق على البعض، والبعض الآخر لا تطبق عليه.. وسط هذه التداعيات من حصار واقتتال وفوضى، هناك إلى جانب حالة الفقر والبطالة والفساد والحرمان من أبسط حقوق الحياة يقف المواطن العربي، وفي مقدمتهم المواطن اليمني في شمال الوطن وجنوبه متسائلًا ماذا سيحمل لنا أي مؤتمر قمة من المؤتمرات الفارغة؟ هل سيحرر خمس دول تحت نيران التسلط والإجرام ونيران الاحتلال أينما كان؟ هل سيبعد حالة اليأس التي اجتاحت مجتمعاتنا بعد الانكسار الذي وصلنا إليه في عصر الصواريخ والطائرات المسّيرة، والحروب القذرة، واقتحام البيوت، ونهب ما يحلو لهم في الكثير من البلدان العربية، كسوريا والعراق وفلسطين المحتلة واليمن وغير ذلك من البلدان العربية الأخرى.

ماذا سيفعل مؤتمر القمة في حالة انعقاده، والكرامة قد استبيحت وسط صمت رهيب، وكأن ما يحدث على أرض الواقع هو مجرد قصص خيالية أو أشباح لا وجود لها.
وا أسفاه، على ما يجري في البلدان العربية، فلسطين المحتلة والعراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيا إلخ.. وقالوا جامعة عربية "لا تهش ولا تنش" حكمتك يا رب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى