الجنوب.. في مواجهة الخطاب المأزوم

> في الأمثال الشعبية يقال: لا تُرمى إلا الثمرة الناجحة، أي الناضجة، وحين نرى الكم الهائل من الحجارة التي ترمى على القضية الجنوبية يزيدنا ذلك يقيناً بأنها ناجحة وقد حان قطاف ثمارها.

ولعلنا حين نقرأ ما تكتبه كثير من الأقلام خاصة التي كنا نعدها من النخب السياسية والمثقفة على مستوى الجنوب أو في اليمن، نرى حجم المأساة التي يعيشون فيها وما هم فيه من أزمة نفسية تخرجهم عن وعيهم ومداركهم المعرفية التي كانت بمثابة ملمح من ملامحهم التي ظننا دهراً أنهم يتحلون بها، فعكيت خطاباتهم جل سوءاتهم وحقيقة مخبرهم التي تميزت بفقد التوازن وغياب المنطق والخروج عن دائرة السلوك القويم وفي اختيار الألفاظ، فضلاً عن فقدان الحجة والذهاب إلى مربع الشتم والقذف دون وجه حق.

القارئ لهذا الخطاب يخرج بانطباع أنه خطاب مأزوم بكل المقاييس، ولا ينم إلا عن شخصية مأزومة نفسياً وقد سقطت في مستنقع حماقاتها لتنفث سمومها على هذه القضية الجنوبية العادلة وشعبها المناضل طوال سنين عديدة دون كلل أو ملل مستخدماً الأطر السلمية في وجه الغطرسة العسكرية الاحتلالية، حيث لم نشاهد موقفاً أخلاقياً يعكس ثقافة وتوجهاتهم الفكرية المناصرة لقضايا الشعوب المغلوب على أمرها.

إن هذا الخطاب المأزوم ظل يواجه بخطاب عقلاني رشيد يختط طريق التصالح والتسامح نهجاً له، ويجعل من العفو سمته الأخلاقية السامية، وليس هذا من ضعف لكنه من مبدأ تجسده أخلاق الجنوبيين وإن شد أحد منهم فليس منهم، وليبحث في حسناته ويتفحص أصله وفصله مبكراً.
والواجب علينا ألا نجتر إلى مستوى ذلك الخطاب، ونتمسك بإرثنا السياسي والمعرفي المستند على تاريخنا التليد الذي جسد مفهوم الصراع عندنا، وجعله عنوان هويتنا، وديدناً في إطار إدارة التعامل مع الآخر حتى ولو كان خصماً.
اليوم ونحن نقترب من مشارف النجاح لقضيتنا نجد أن مستويات نماذج هذا الخطاب تشتد استعاراً بشكل هستيري يصل إلى حد الجنون، وليس لنا في إطار ذلك الموقف إلا أن نشفق عليهم وتأخذنا معهم وبهم الرحمة في مستويات ما وصلوه من انحطاط، ونقول لهم فاتكم القطار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى