مرة أخرى.. حضرموت عنوان الجنوب القادم ورافعته التاريخية

> مع الأسف أن تبقى محاولات أولئك الذين يريدون تمرير مخططاتهم ومشاريعهم السياسية المتعددة الأهداف والمقاصد في حضرموت قائمة ومستمرة، وتبدل وتغير لونها من وقت لآخر، وتحت عناوين براقة ظاهرها (الانحياز) لحضرموت وتاريخها، لكن جوهرها الحقيقي هو الإساءة لتاريخ ومكانة حضرموت ودورها التاريخي الريادي المؤثر في الجنوب على امتداد خارطته الجغرافية والاجتماعية والسياسية كذلك، والتي يراد لها اليوم أن (تنعزل) عن جنوبها، وهي عمقه الممتد عبر تاريخ طويل ما زال ينبض بالحياة حتى يومنا هذا، والمؤسف أكثر أن تتجدد مثل هذه الدعوات في وقت يمر فيه الجنوب بمرحلة حساسة وخطيرة، تتطلب وحدة الصف والموقف والابتعاد عن هكذا دعوات لا تأتي بغير الإرباك ومحاولات لخلط الأوراق، ولا تخدم غير أعداء الجنوب وقضيته الوطنية.

وهنا أعيد إنزال هذا الموضوع الذي كان قد نشر قبل نحو عام من هذا التاريخ، وتحديداً في 19 يوليو 2020م تحت العنوان أعلاه، وفيه ما يفيد عن عمق ومكانة حضرموت جنوباً حاضراً ومستقبلاً، وكان كما يلي:

حضرموت كانت وستبقى ذلك المُركّب الفريد الذي امتزج واختلط فيه أجمل وأعظم عناصر ومقومات الحضارة الإنسانية، الذي اجتمع في وعاء بديع واحد، جعل من الإنسان والتاريخ والجغرافيا مكوناً حياً لا يقبل الخمول أو الانكسار مهما اعترته من لحظات للوهن المؤقت أو الانتظار في ساحات التوثب والنهوض المتجدد، وهي لكل ذلك لا تشبه غير نفسها، كيف لا وهي التي انتصرت عبر مراحل التاريخ المختلفة لدورها الريادي على مختلف المسارات والميادين، وجعلت من نفسها نموذجاً يحتذى به، ومنبعاً للعطاء والنور والتنوير تجاوز حدود الجنوب الحضرمي التاريخي، إلى المحيط الجغرافي الأبعد وصولاً إلى مناطق وقارات بعيدة، ومازالت الشواهد على حضورها الفاعل كثيرة، وعلى قدرتها الاستثنائية على التفاعل الواعي مع المتغيرات المختلفة ومواكبة التطورات العديدة، دون أن تذوب فيها أو تفقد خصوصياتها الحضارية والثقافية، أو تغير من عاداتها وتقاليدها وموروثاتها الإيجابية المتسمة بالبساطة والتسامح والوسطية والتعايش والانفتاح على الآخر بشكل مثير للإعجاب.

واليوم حين احتشدت جماهير حضرموت بمدينة المكلا عروس بحر العرب في مليونية كبرى غير مسبوقة في تاريخ حضرموت، دعا لها المجلس الانتقالي الجنوبي والداعمة أيضاً للإدارة الذاتية للجنوب التي أعلن عنها قبل أكثر من شهرين، وعلى ذلك النحو الرائع والباعث على الأمل والفرحة والسرور في نفوس كل أبناء الجنوب الذين يعشقون الحرية ويتوقون لمعانقة غدهم الأفضل والأجمل، ورفضاً في نفس الوقت لحرب الخدمات واستغلال ونهب ثرواتها، وتعبيراً كذلك عن مقاومتها المتعددة الأشكال لتواجد مليشيات حزب الإخونج الإرهابي في وادي وصحراء حضرموت وفي غيرها من مناطق الجنوب، إنما هي بذلك تجسد مكانها ومكانتها ودورها الوطني في هذه المرحلة التاريخية المفصلية، ولتسمع صوتها أيضاً بأنها جنوبية الهوى والهوية، بل إنها عنوان الجنوب القادم ورافعته التاريخية الآمنة والمؤتمنة على حاضره ومستقبله، مهما حاول العابثون والطارئون على تاريخها النيل منها أو تشويه وحرف مسارها كما يتوهمون، وستسقط بجدارة فعلها كل مشاريع المال السياسي المتعدد المصادر والأهداف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى