"الأرض تكلمت شبواني"

> في هبة شعبية لم يعرفها الجنوب كله طيلة تاريخه النضالي التحرري، انتفضت شبوة بكل مديرياتها إحياءً لذكرى يوم الأرض السابع من يوليو الأسود.

يوم الأربعاء الماضي السابع من يوليو 2021 هبت شبوة من أقصاها إلى أدناها، والتحمت مساحتها الشاسعة ببعضها في هيئة جسد واحد، وانصهرت جغرافيتها بتنوعها الطبيعي الفريد مشكلة كتلة أرض واحدة، والتحمت أجساد أبنائها وصدحت حناجرهم باسم الجنوب الكبير لتسافر أصداء أصواتهم في أرجاء الكون، فوضعت جحافل القمع والتنكيل في مساحة ضيقة من الرعب والخوف، بعد توحد مطالب وأهداف أبنائها، وإعلان رفضهم المطلق لممارسات حكام محافظتهم.

شبوة بمن خرج من أبنائها إلى ساحات وشوارع المدن الكبيرة حتى القرى والتجمعات السكنية الصغيرة، عبرت بصوت واحد هاتفةً باسم الجنوب الواحد، مطلقةً صوتاً قوياً بالحجة والحق أحدث دوياً شديد القوة أصاب رؤوس قادة شبوة مدنيين وعسكريين ومن خلفهم بصداع لم يبارحها أبداً طالما بقوا على قيد الحياة.

يوم الأرض 2021 كان شبوانياً بامتياز في مشهد أذهل من تابع تفاصيل أحداثه، خصوصاً أن من صنعوه مواطنون عزل تحدوا ترسانة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقوافل الجحافل المدججة بالسلاح التي حاصرت المدن وعواصم المديريات وأغلقت المعابر، وأطلقت القذائف بعشوائية هيسترية على القرى وتجمعات السكان، وداهمت مواقع إقامة الفعاليات وشنت حملات اعتقالات شعواء استهدفت المئات من قيادات الانتقالي والنشطاء حتى المواطنين المدفوعين بحب الأرض وغريزة الانتماء المشاركين في فعاليات يوم الأرض.

بصياغتها مشهد يوم الأرض بتلك الصورة السلمية المذهلة والعظمة والإرادة الفولاذية الشبوانية، أكدت شبوة أنها جنوبية الهوى والهوية، وأنها ليست بمعزل عن محافظات الجنوب الأخرى، ولمن يعمل ليل نهار على خلع ردائها الجنوبي، ويحاول باستماتة إلباسها رداء آخر لا يمت لتاريخها وهويتها بصلة، أرسلت رسالة رفض التخلي عن جنوبيتها واستحالة تخلفها عن الركب الجنوبي السائر بثبات على درب استعادة دولته.

في يوم الأرض أبلغت شبوة مغتصبيها برفضها القاطع لممارساتهم الهمجية وسلوكياتهم الشاذة تجاه أبنائها بالقتل والاعتقال والإخفاء والتنكيل، ومضيها قدماً في إفشال مشروعهم الذي يعملون ليل نهار على تنفيذه بشأن تغيير هويتها، وتغيير قناعات أبنائها وإرغامهم على القبول بسلطة الأمر الميليشاوي الواقع، وترسيخ حكم الحزب الواحد والتفرد بشبوة، وعمل ما يحلو له بها، وضمان عدم مقاومة أو رفض الاستمرار في فلك الوحدة غير الموجودة على الأرض، لكنها في مخيلتهم وممرات ومنافذ مصالحهم ومصالح قيادات أحزابهم.

فألف قبلة حب واعتزاز لمن تحدى ترهيب وإرهاب قوات القمع والقتل، وخرج جاهراً برفضه وغاياته، وألف لعنة لمن شارك في محاصرة مدن وقرى محافظته وقصفها بقذائف الدبابات، وبث الرعب والخوف في قلوب سكانها، ومن شارك في اعتقال إخوته وبني جلدته وتعذيبهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى