اليمن.. شيء من الحقيقة

> شيء من الحقيقة، فمن يتحدث عن حصار الشعب اليمني فعليه أن يذهب إلى أي سوبر ماركت في صنعاء أو مخازن الأدوية، وسينذهل من توفر كل شيء، وخير دليل ما تم ترويجه عن ضبط بضاعة ملبوسات "صنع في إسرائيل" في أحد النقاط الجمركية داخل اليمن، بالرغم أن البضاعة ستوك "STOCK" مستوردة من الصين، وتم تداول هذا الموضوع على نطاق واسع في اليمن، ليتضح لاحقا السبب الحقيقي في تأخر وصول مختلف السلع، هي نقاط جمركية تفرض إتاوات باهظة على حاويات البضائع المستوردة، ويتسبب ذلك باحتجازها وتأخرها لفترات طويلة.

شيء من الحقيقة، فالأصوات المتعالية بخصوص الأزمة الإنسانية باليمن تريد إفساح المجال لإيران لتدخل المعدات الحربية، وقطع غيار الأسلحة عبر مطار صنعاء، وميناء الحديدة تحت دعاية "Propaganda" رفع الحصار عن الشعب اليمني، ومع ذلك فمطار صنعاء يستقبل رحلات الأمم المتحدة أسبوعيا، وتقل مسافرين من وإلى خارج اليمن، وهنا نقف أمام علامة استفهام كبيرة؟

المشكلة في اليمن هي في الحرب وتوقف التنمية، وانقطاع الرواتب، وغياب الخدمات وتوفيرها، وغياب فرص العمل، فضلا عن نهب المساعدات الطارئة نظرا لأن المسؤول ليست دولة بل "ميليشيات مسلحة"، وعصابات نهب تمارس كل الجرائم دون مراقبة ولا محاسبة.
شيء من الحقيقة في أن أغلب المخفيين قسرا أو المعتقلين عسفا ليسوا أسرى المعارك، بل مدنيون أبرياء تم اقتيادهم من مساكنهم، أو من الطرق بسبب وشايات كيدية، أو بسبب آرائهم، أو بسبب انتمائهم الجغرافي.

شيء عن النهب المنظم المسمى حملات مصادرة الطبعات الجديدة من العملة في الطرق والمحلات التجارية كوسيلة للحبس التعسفي ودفع فديات بمبالغ مالية باهظة، وتعد حلقة من سلسة طويلة لنهب القطاع الخاص واستثمارات المواطنين، قد لا تنتهي بمسمى حملات ضبط المركبات غير المرقمة، لأن الفكرة هي النهب والمصادرة.

شيء من اللادولة تكشفها السيطرة العسكرية على أي منطقة جغرافية باليمن، وتناسل الصيارفة وسماسرة المضاربة وفق آلية الاستثمار غير الخاضع للرقابة، شأنه شأن نقاط التفتيش والحواجز الأمنية، وشركات الصرافة والسوق السوداء، وزخم جرائم الفساد يكبر بكبر الموقع، وصولا إلى حقول أنتاج النفط ثم مواني ومنافذ الواردات، وهؤلاء هم أصحاب المصلحة بعدم توقف الحرب.

شيء من اللادولة تفضحها ممارسة مهنة المعارضة، وبناء دويلات داخل دولة، وتفريخ معسكرات، وغسيل أموال لصالح دول ليس مصلحتها إعادة بناء الدولة بقدر ما يهمها تصفية حسابات أقليمية.
شيء من الفوضى، قد تكون جهة مسلحة لم نراها تشارك بالقتال بقدر ما تصدرت مشهد النهب وتحصيل الإتاوات، وترويع الآمنين، ليقابلها ميليشيات تسيطر على الاتصالات وخدمات الهاتف الخليوي وعائدات الأموال الضريبية، وفوق ذلك تسرق حسابات التواصل الاجتماعي و تمارس التجسس وترصد التحركات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى