من الفشل لقمة المجد.. مانشيني صانع منتخب إيطاليا الحديث

> روما «الأيام» متابعات:

> جاء فوز إيطاليا بكأس أمم أوروبا 2020 على حساب منتخب إنجلترا في عقر داره استمرارا لمسيرة نجاح المدرب روبرتو مانشيني مع الآزوري.
ولم ينجح روبرتو مانشيني مطلقاً وهو لاعب في كتابة تاريخ لنفسه مع منتخب إيطاليا، لكنه كمدرب سيحصل على فصل كامل لنفسه في كتاب تاريخ الآزوري بعدما قاده لاستعادة لقب كأس الأمم الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه بعد غياب 53 عاماً.

قبل أن يصنع مانشيني مجده مع إيطاليا مر برحلة من الهبوط والصعود، فبعدما حقق لقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي موسم 2011 - 2012 ترك تدريب الفريق عام 2013 بعد خروجه من الكأس على يد فريق ويجان.
ومن وقتها غابت التتويجات عن المدرب القدير الذي اضطر للتدريب بعيداً عن الدوريات الكبرى، فخاض تجربتين غير ناجحتين مع جالطة سراي التركي وزينيت الروسي، وولاية أخرى مع إنتر ميلان لم تكن ناجحة، حتى جاءت لحظة تدريب إيطاليا لتعيده من جديد للواجهة.

وتمكن مانشيني من تحويل المنتخب الإيطالي من فريق فوضوي فشل في التأهل لكأس العالم 2018 إلى بطل لأوروبا، في غضون 3 سنوات فحسب، مما يعد إنجازاً رائعاً بكل المقاييس، وقد أظهر الفوز على إنجلترا بأستاد ويمبلي مدى أهمية مانشيني في عودة الآزوري إلى الحياة.
تسلم مانشيني مهمة تدريب المنتخب الإيطالي في مايو 2018، عقب الفشل المهين في التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا، وكان الآزوري يعيش وقتها واحدة من أحلك فتراته، ابتعد خلالها عن مصاف الكبار، مما أثار قلقاً شديداً بين جماهيره بشأن مستقبل الفريق.

تضمنت أفكار المدرب صاحب الـ56 عاماً إكساب عقلية ايجابية ومنتجة للاعبين، أرفقها ببراعة خططية، مع الاعتماد على جيل شاب، ولم تكن النتائج فورية، ففي أول 6 مباريات حقق مانشيني فوزاً واحداً ودياً أمام السعودية، لكن المبادئ التي رسخها كانت واضحة، والهزيمة أمام البرتغال 1 - 0 في دوري الأمم الأوروبية في سبتمبر 2018 كانت الأخيرة له.

ورغم وصوله إلى نهائيات يورو 2020 محققاً 10 انتصارات متتالية في التصفيات، ليكون المنتخب الوحيد الذي حقق ذلك في تلك النسخة، كانت هناك شكوك في مدى قدرة فريق مانشيني على الصمود في بطولة كبرى بتشكيلة تفتقر للخبرة مع وجود 7 لاعبين فقط شاركوا في يورو 2016.
لكن خلال مشوار البطولة أظهرت إيطاليا قدرتها على الاستمرار في اللعب بطريقتها بغض النظر عن الإصابات والتغييرات، واعتمد مانشيني فلسفته الخاصة القائمة على إبعاد الضغوط عن اللاعبين لإخراج أفضل ما لديهم.

أبقى مانشيني على فريقه منتعشا بالتغييرات على مدى 120 دقيقة ضد إنجلترا، مما ترك أثرا كبيرا على المباراة وحولها في اتجاه المنتخب الإيطالي بعد أن وضع لوك شو إنجلترا في المقدمة في الدقيقة الثانية.
واستقر المنتخب الإيطالي بعد هذه البداية، ونجح تدريجياً في إسكات الجماهير الإنجليزية الصاخبة، وأنهى الشوط الأول بصورة أقوى بدون أن يجهد نفسه.

وفي بداية الشوط الثاني، أخذ مانشيني زمام المبادرة وأشرك برايان كريستانتي بدلاً من نيكولو باريلا في وسط الملعب، وأخرج المهاجم تشيرو إيموبيلي ليشارك دومينيكو بيراردي الذي لعب على الجناح، بينما انتقل إنسيني من اليسار ليؤدي دوراً أكبر في قلب الملعب، وأسهم هذا التغيير في سيطرة إيطاليا على الكرة.

ومنح كريستانتي حضوراً بدنياً وطاقة أكبر للهيكل الجديد في وسط الملعب، وساعد هذا أيضاً المنتخب الإيطالي على الاستحواذ على الكرات الثانية.
وسجل المنتخب الإيطالي 20 محاولة على المرمى مقابل 6 محاولات لإنجلترا، وأكمل 755 تمريرة مقابل 341 لإنجلترا.

براعة إيطاليا الدفاعية معروفة جيداً، ويتماشى الخط الخلفي بقيادة جيورجيو كيليني مع هذا الموروث الرائع، لكن حقيقة أن المنتخب الإنجليزي سدد كرة واحدة فقط داخل إطار المرمى -وهي هدفه في الدقيقة الثانية- توضح أيضاً مدى تفوق هيكل الدفاع الإيطالي وانضباطه.
ولم يكن مانشيني خائفاً من استبدال لاعبين أساسيين في وقت لاحق من المباراة ليضمن استمرار الزخم، حيث خرج إنسيني المرهق في الدقيقة 90، وغادر ماركو فيراتي الملعب بعد 6 دقائق لاحقة ليشارك مانويل لوكاتيلي، ثم تصل الأمور إلى ركلات الترجيح التي أعطت إيطاليا حقها في هذا اليورو.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى