إنهم يحاسبوننا على طريقة عيشنا.. فإلى متى؟

> لكّل منا ثقافته ونمط حياته وسلوكه في الحياة، يديرها كيفما يشاء وبحسب ظروفه، ومن الطبيعي أن لذلك مساعي يؤديها أحدنا، حتى أنه يتطلع إلى التغيير الإيجابي السندي بمنح الأشخاص (فرادى أو جماعات) طموحاً إلى ذلك التغيير، لكن عندما نتحدث عن الشعوب وثقافاتها وحرياتها فذلك مسرى آخر، وبشكل أوسع يتطلب بالضرورة منا البحث عن أسباب المشكلات والاختلافات والحلول والمعالجات التي يمكن لنا كشعوب الاطمئنان لها حتى نسلك دربها، وللشعوب حقوق وحريات اكتسبوها بالفطرة، وشرّعت المواثيق والعهود الدولية والإعلانات العالمية من أجل تحريم المساس بها، وانعكس ذلك على القوانين والتشريعات الوطنية النظام في الشمال بالجمهورية العربية اليمنية ممثلاً برئيس الجمهورية الأسبق وأركان نظامه عملاً على تقويض هذه الحقوق مجتمعة لشعب الجنوب، وهم يدركون ويعلمون المسالك التي قدموا إليها، وخططوا لها (بزعم الوحدة المباركة)، ولم يتم أن قاموا بعكس ما عملوا ومارسوا من تغيير جذري في تركيبة الشعب وجغرافية الجنوب، بل استمروا في القيام بممارسات التنكيل بالحقوق ومحاربة العيش الكريم للشعب في الجنوب ونمط حياته وأسلوب معيشته، ومارسوا الازدراء لثقافة شعب الجنوب والإيعاز لأعداء الثقافة والحريات بمحاربة أسلوب هذا العيش مهما كانت نتائجه على شعب الجنوب.

هذا التنكيل بالحريات للشعب في الجنوب كشريك في الوحدة المزعومة، أدى به إلى مزيد من الممارسات التي مازالت تمارس ضده حتى اللحظة، ومنها ما يحدث في شبوة وحضرموت والمهرة وغيرها من مدن الجنوب حواضر وأريافاً، لأنهم ثاروا على محاربتهم ومحاسبتهم على طريقة عيشهم.

وكان ما كان من المخططات والممارسات التي استهدفت ليس طريقة عيشنا، وإنما عمدوا بها إلى تدمير البنية التحتية في الجنوب، بما كانت تملكه حينها من وسائل وأدوات، واستنزفوا الكثير من المقدرات في الجنوب التي كانت لا بد من أن تذهب لصالح شعب الجنوب صاحب ومالك هذه المقدرات، لكن الهيمنة ولغة الترهيب والاستقواء وإفقار وتجويع الشعب وإدخاله في حزم مختلفة من جرعات اقتصادية مروعة، كلها فاقمت من أزماته لتجعل منه رهينة، وفي سكون دائم أخذ الشمال من قواه وأركانه الجنوبَ كلَّه أرضاً وشعباً (رهينة لديه)، فاستحوذ على الاقتصاد لينمي اقتصاد الشمال، واستحوذ على الوكالات التجارية، وإدخال أصحابها في قضايا (أمن دولة)، وعمد على ابتزازهم في المقابل للتنازل عنها.

وكل ذلك باسم (مزعوم الوحدة اليمنية)، ولست بحاجة إلى التذكير بكل مآلات هذا التوحش الكامن لدى النظام في الجمهورية اليمنية (العربية)، وأركان الحكم فيه وأتباعهم في مراحل مختلفة، وبالذات الإخوان الدمويين وفصائلهم المتعددة، وفي الأخير لهم أهداف ومصالح محددة هي تجديف الجنوب أرضاً وشعباً، والوقوف بشدة ضد مشروعهم الوطني وإذلالهم بكل الوسائل، بحيث لا يصل الجنوب إلى استقلاله الذي يطالب به. وذلك ما سيفقدهم ما نهبوه وآثروا فيه على حسابنا وطريقة عيشنا، ليتفاخروا بما يملكون من مقدراتنا التي تم الاستيلاء عليها من قبلهم ومازالوا ينهبونها، فإلى متى؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى