برامج تدريب في مشغل إنتاجي تخلق فرص عمل للنساء بحضرموت

> القطن «الأيام» خالد بلحاج:

> جهود كبيرة وعظيمة تبذلها جمعية المرأة للتنمية في مديرية القطن بمحافظة حضرموت منذ تأسيسها في عام 1999م، وذلك من خلال تنفيذ عدد من البرامج الهادفة لتأهيل وتمكين المرأة، وإلحاقها بدورات تأهيلية في مجالات الخياطة والتطريز والكوافير والحناء والتصوير الفوتوغرافي والتصميم، وغيرها من الدورات التأهيلية الهادفة لتنمية المرأة، ونقلها من الاحتياج إلى الإنتاج بواسطة مشاريع مدرة للدخل، تسهم في تحسين سبل العيش لها ولأسرتها.
وفي العام 2005م تأسس المشغل الإنتاجي لتدريب المرأة على فنون الخياطة والتفصيل والتطريز، ليضم تسع عاملات ممن يجدن تلك الفنون والمهارات، ويقمن بتدريب الملتحقات به، وإنتاج الملابس والمنسوجات.

اللبنة الأولى
تقول مديرة المشغل وردة بافرج : "في العام 2012م بدأ العمل بعدد عشر مكائن خياطة، قمنا وقتها بتدريب النساء الراغبات بتعلم الخياطة على شكل دورات مكثفة ومتواصلة حتى استطعن وعددهن ما يقارب 13 امرأة تحقيق النجاح والتمكن من مهنة الخياطة والتطريز".
وتضيف: "استمريت في إدارة المشغل حوالي ثلاث سنوات، تم خلالها إنتاج عدد كبير من القمصان والفرش، وفساتين البنات، والزي المدرسي، وزي رياض الأطفال، كما تطبع العاملات في المشغل على الملابس، وذلك حسب الطلب".

وتواصل حديثها: "استمر المشغل في العمل والإنتاج وفقًا والإمكانيات المتاحة، وحسب الطاقة الاستيعابية وحاجة سوق العمل للإنتاج، وفي أغسطس 2019م تدخل مشروع "بريف وومن" أو مشروع سيدات الأعمال التابع لوكالة سمبس الأوروبية لدعم المرأة، وتطوير مشاريعها، وتم توقيع عقد للتمويل مناصفة لمدة عام كامل بكلفة تقدر نحو (١٠,٢٩٠) دولارا، وبحكم قبولي عضو في المشروع تم تسليمي إدارة المشغل في فبراير 2020م، وقمت باستلام مبلغ (٥,٠٠٠) دولار أي نصف المبلغ في العقد".

بعد استلام إدارة المشغل، بالمبلغ تم شراء أجهزة متطورة للمشغل وآلات حديثة، وتم توفير حوالي 7 ماكينات خياطة، وماكينة تطريز وزراعة الأزرار، وماكينتي حياكة ومقص كهربائي، ليتوسع بعدها نشاط المشغل ويبدأ في تلبية أعداد كبيرة من الطلبات.
"جميع العاملات تدربن في المشغل ويتغيرن بين الحين والآخر بحسب ظروفهن وتحملهن للعمل؛ بل أن البعض منهن تعمل في البيت، ويتم منحهن نسبة بالقطعة، ولكل مجتهدة نصيب، وفي حالة زيادة الشغل نستقطب عاملات أخريات"، هذا توضيح بافرج عن آلية العمل في المشغل.

الإسهام المجتمعي
مع ظهور وباء كورونا وتفشيه في العالم استشعر المشغل ضرورة مشاركته المجتمع لمجابهة الجائحة، فجندت العاملات وبدأن إنتاج الكمامات المحلية نظرًا لانعدام الكمامات الخارجية في الأسواق حينها، حيث تم إنتاج نحو 20 ألف كمامة وتسويقها في الصيدليات ومخازن الأدوية.
تشير بافرج "نظرًا لزيادة الطلب في السوق وضيق الوقت، نتيجة للحظر وتقليص ساعات العمل، اضطررت للاستعانة بعاملات من خارج المشغل يعملن في بيوتهن لإنتاج كمامات، ولا يزال العمل مستمر حتى نستكمل بعض طلبات السوق المحلية".

التمكين من خلال التدريب
مؤخرًا أقيمت في المشغل دورة لصناعة الحقائب الجلدية لعدد 15 متدربة كحرفة أو مهنة جديدة تضاف لمجالات عمل المرأة المتعددة والمتنوعة للاستفادة منها في مشاريعها القادمة.
وتنفذ الجمعية عددًا من برامجها التدريبية بالشراكة مع برنامج تمكين الهادف إلى تمكين الشباب والمرأة وتأهيليهم لسوق العمل من خلال التدريب.

ويقول مشرف برنامج تمكين علاء الرباكي: " دورة صناعة الحقائب تقام لأول مرة في مدينة القطن، وتستهدف المرأة، لنقلها من الاحتياج إلى الإنتاج، وامتهانها حرفة أو مهنة تعود بالنفع عليها وعلى أسرتها والمجتمع بشكل عام".
وأكد أن المؤسسة ستهتم بمخرجات الدورة من خلال تبني مشروع أولي لعدد من المتدربات.

وكيل محافظة حضرموت المساعد لشؤون الوادي والصحراء م. هشام محمد السعيدي، أعرب عن سعادته بنشاط الجمعية، وجهودها في تنمية المرأة، وتأهيلها وتمكينها، مؤكدًا مساعي السلطة بالوادي لإيجاد كيان عام للمرأة لتلبية احتياجاتها.
من جانبه قال المدير العام لمكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بوادي حضرموت د.عبدالله باجهام: "تميزت الجمعية بأنشطة وأعمال مشهود لها وذلك لخدمة المرأة".

طموح بالتوسع
وأكدت الأمين العام للجمعية مروة باسواد، على أن الجمعية حريصة على تدريب المرأة وتأهيلها في كافة المجالات من خلال الدورات النوعية في الكوافير والحناء والتصوير والخياطة والتطريز، وكذا دورة صناعة الحقائب الجلدية، وإنشاء المشغل الإنتاجي لإكسابها حرف مدرة للدخل.
وعبر عدد من العاملات بالمشغل عن سعادتهن بالعمل خدمة لمجتمعهن ولأسرهن، مؤكدات أن العمل شرف وأن كسب لقمة العيش بعملك أفضل من استجداء الآخرين، حيث تقول أم علي: "أحمد الله على كل حال، اليوم أصبحت منتجة من خلال عملي في المشغل الذي وفر لي فرصة عمل لتحسين دخلي"

وللجمعية فيما يخص المشغل طموح في تشغيل أكبر عدد ممكن من النساء لتحسين دخلهن وإعانتهن على ظروف المعيشة، إذ هناك مشاريع لفتح فروع أخرى للمشغل في عدد من المناطق وفرع خاص بخياطة ملابس المواليد. وتأمل إدارة المشغل أن يستوعب السوق كافة منتوجات المشغل ليصبح له علامة تجارية وماركة مسجلة في المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى