لوح بالاتهام لهادي.. اليدومي: صنعاء ارتطمت بخيانة لم تخطر على بال أي وطني

> عدن «الأيام» خاص

> خرج رئيس حزب الإصلاح اليمني (جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) محمد اليدومي من جديد يهاجم الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يتقاسم السلطة معه منذ عام 2012، ولوح بأن الأخير هو السبب الرئيس في سقوط صنعاء بيد الحوثيين في سبتمبر 2014.

ونشر اليدومي، أمس الأول الخميس مقالا على موقع حزبه الرسمي (الصحوة نت) محاولا مقارنة الأحداث بين أفغانستان واليمن، وأن الصورة بين البلدين يجمعهما مستوى واحد من الخيانات والقوى البائعة للأوطان.

وضرب اليدومي، المقيم في تركيا منذ مطلع العام الجاري بعد خروجه من الرياض، مثالا للأحداث التي تشهدها حاليا أفغانستان حيث تتساقط المدن بيد حركة طالبان، وهو الأمر المشابه الذي وقع في اليمن حينما بدأ الحوثيون يجتاحون المناطق تلو الأخرى حتى وصولوا إلى العاصمة، ثم انطلقوا إلى باقي مدن البلاد، بينما القوى العسكرية التابعة للدولة تقف موقف متفرج غير مبال.

وصور اليدومي وضع حركة طالبان في أفغانستان والأحداث التي شهدتها كابل الأشهر الماضية إثر توقيع اتفاق سلام بين الحركة والولايات المتحدة، مع جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن.

وبدا اليدومي آسفا ممن أسماهم "عملاء أمريكا والدول الأوروبية في أفغانستان" قائلا: "رعب يسري في أوصال موظفي السفارات ومترجميها وجواسيسها المعروفين علنا أو المتلحفين بغطاء السرية ورداء الحرص عليهم! الكل يتابع وهم وعوائلهم يتزاحمون للحصول على تأشيرات اللجوء إلى بلدان طالما قدموا خدمات لها بدوافع وصور متعددة!".

وتابع: "إن قوى غربية صنعت طالبان لكن الأخيرة ركلتها، أما في اليمن لم تقم أي قوة بمواجهة الحوثيين، وكان هناك محاولات لمنع سيطرتهم على صنعاء ارتطمت بخيانة لم تكن تخطر على بال أي وطني شريف..!" حسب قوله.

وأضاف: "لقد تم الإعلان بكل وقاحة وصفاقة أن القوات المسلحة تقف على الحياد في كل مراحل الاندفاع نحو العاصمة؛ لأنه ليس لها ناقة ولا جمل فيما يحدث!

وحوصرت صنعـاء من جميع الجهات ولم يرف جفن لأحد".

ووجه اليدومي الضابط السابق في الجيش انتقادا شديدا للسفارات الأجنبية والقنصليات لعدم إغلاق أبوابها في صنعاء عقب دخول الحوثيين، وقال كان يجدر تقديم هذه السفارات تأشيرات لموظفيها متعددي المهام لمغادرة اليمن، وكذلك عدم وجود أي قلق أو انزعاج.

وفيما يبدو أنه اتهام للرئيس هادي وسلطاته بفتح أبواب المعسكرات أمام الحوثيين، اتهم اليدومي سلطة هادي بفتح أبواب المعسكرات بترحاب لا يخالطه أي خوف، وتمكين الحوثيين من السيطرة على المؤسسات الحكومية بسلاسة منقطعة النظير.

كما ألقى اليدومي اللوم على الأحزاب السياسة متهما إياها بالوقوف في موقف المتفرج والتعويل على أن هدف الحوثيين هو القضاء على حزب الإصلاح.

وبين اليدومي غموض وعدم ثقة في أي إنجاز يمكن أن يحققه التحالف، بالتساؤل: هل تكفي هذه السنوات السبع العجاف، أم أن هناك سنوات أخرى قابعة لنا في الطريق تنتظر دورها في أكل ما تبقى من الأخضر واليابس"، وفق تعبيره؟!

مقال اليدومي الذي نشره أيضا على حسابه الرسمي في الفيسبوك لاقى ردود أفعال وانتقادات واسعة من الناشطين والسياسيين الذين ذكروا اليدومي بتناقضاته في الأحداث التي سبقت سقوط صنعاء، فقد ذكر الناشطون اليدومي بما كتبه في فبراير عام 2014 حينما اشتاط غضبا من الاتهامات بغياب دور حزبه في وقف زحف الحوثيين إلى صنعاء.

وكان زعيم حزب الإصلاح قال في ذلك الوقت "عتبي من تحميل الناس لحزبي بما لا يحتمله، وأن يقوم مقام الدولة"، مشددا على تذكيرهم بأن حزبه هو تنظيم سياسي.

وأكد اليدومي نفس الأطروحات في مقال نشره كذلك مطلع العام الجاري قائلا إن حزبه سياسي وليس ذراعا عسكريا، مضيفا بسخرية "تذكروا دائما أنه حزب ليس دواء أبو فاس".

  • نص المقال: صورتان من أفغانستان واليمن
أمامنا صورتان ..!

الأولـى:

الأنظار مصوبة في الأشهر الماضية وحتى الأيام الحالية نحو أفغانستان، والأحداث والمتغيرات والتقلبات السياسية والعسكرية التي تتغير بين ساعة وأخرى ..!

بعثات دبلوماسية بدأت في إغلاق أبوابها .. معابر للحدود مع دول الجوار بدأت السيطرة عليها .. قواعد عسكرية ومعسكراً للقوات المسلحة تتساقط كأوراق الخريف .. رعب يسري في أوصال موظفي السفارات ومترجميها وجواسيسها المعروفين علناً أو المتلحفين بغطاء السرية ورداء الحرص عليهم ..!

الكل يتابع وهم وعوائلهم يتزاحمون للحصول على تأشيرات اللجوء إلى بلدان طالما قدموا خدمات لها بدوافع وصور متعددة..!

محاولات إقليمية وأخرى دولية تحاول كبح جماح الإندفاع القوي والمرعب للسيطرة على كبرى المدن وصغارها والسير نحو العاصمة "كابول" لاستكمال السيطرة الكاملة على أفغانستان..

صنعوا "طالبان" بأيديهم لحسابات تراءت لهم، فركلتهم بأرجلها لحسابات من كانوا يتخوفون من قوات أقلقهم وجودها على مقربة منهم ..!

الثــانية:

قبل أكثر من عشرين سنة تمت صناعة مليشيات في زاوية من البلاد لأغراض وحسابات مستعجلة وعلى نار غير دافئة بهدف القضاء على من توهموه هدفاً يمكن لهم أن يتسلوا به خلال ساعات أو بضعة أيام ..!

في البداية أوقدوا حرباً كلما أشعلوا نارها عملوا على تخفيف حرّها باتصال هاتفي بحجة حرصهم على جنود جيشهم بإنقاذهم مقابل تسليم أسلحتهم التي كانت تبدأ بسلاح الفرد وتنتهي بالأسلحة المتوسطة والمدفعية المتعددة الأعيرة والدبابات الجاثمة في محيط المعسكرات ..!

حروب ست لم تكن جادة إلا في رقمها الأول ..!

وبدون إسهاب في الشرح، ولظروف نعيشها جميعاً تمنع من كشف الحقيقة المؤلمة لما وصل الحال بنا اليوم ..!

لقد اندفعت المليشيات للسيطرة على البلاد بعد أن أعطيت الضوء الأخضر والدعم الكافي والطريق الإسفلتي الأسود ..!

ثمة محاولات تمت لكبح جماح اندفاعها نحو العاصمة وبقية المدن؛ إلا أن هذه المحاولات ارتطمت بخيانة لم تكن تخطر على بال أي وطني شريف ..!

لقد تم الإعلان بكل وقاحة وصفاقة أن القوات المسلحة تقف على الحياد في كل مراحل الإندفاع نحو العاصمة لأنه ليس لها ناقة ولا جمل فيما يحدث ..!

وحوصرت صنعـاء من جميع الجهات ولم يرف جفن لأحد !!

لم تُغلق سفارة ولا قنصلية .. لم يغادر أحد من الدبلوماسيين مقار أعمالهم .. لم يَطلب أحد من موظفيهم المتعددي المهام أي تأشيرات للسفر الى البلدان التي خدموا في سفاراتها لسنوات .. لم يُشاهد على وجوه الأجانب أو أي من المسئولين علامة قلق أو انزعاج .. فتحت أبواب المعسكرات بترحاب لا يخالطه أي خوف .. وتمت السيطرة على المؤسسات الحكومية بسلاسة منقطعة النظير .. حتى أولئك الذين طالما تباهوا بحروبهم ضدها أقاموا غرفة عمليات وتحولوا إلى مرشدين يدلونهم على أقصر الطرق وأكثرها أماناً ..!

لا انزعاج ولا استنكار ولا حتى مجرد استغراب من القوى الكبرى أو الصغرى، ولا حتى بيان شجب من القوى السياسية، لأن الجميع كانوا قد أخلدوا إلى المشاهدة والتفرّج بعد أن تأكدوا جميعاً أن للميليشيات هدف محدد ولوقت معلوم بعده يعودون أدراجهم من حيث أتوا ..!

وها نحن في السنة السابعة للوجود الإيراني الصريح في اليمن ..!

فهل تكفي هذه السنوات السبع العجاف، أم أن هناك سنوات أخرى قابعة لنا في الطريق تنتظر دورها في أكل ما تبقى من الأخضر واليابس ..؟؟!!

* رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى