الإعانة إهانة والسلة مذلة!

> بعد الوحدة، عرفنا ما يسمى الإعانة الاجتماعية، وهي قريبة إلى حد ما بصندوق العاطلين في المجتمعات الرأسمالية، إلا أنها طبقت بطريق عجيبة لا يقبلها عقل، ولا يقرها شرع ولا عرف. ولننظر كيفية الاحتساب.

الفرد الوحيد 1200ريال شهريا، تصرف كل ثلاثة شهور، أي 3600 ريال كل تسعين يوما، وللعائل لأسرة قليلة أم كثيرة العدد 5600 ريال كل شهر، أي بواقع 16800 ريال كل ثلاثة شهور. هل هناك مخلوق يظن، مجرد ظن، أن الفرد الفقير يستطيع أن يعيش على 3600 ريال على مدى تسعين يوما؟ هل هناك ضمير وعقل يصدق إن الإنسان سيعيش بـ 40 ريالا في اليوم الواحد؟ من هو الذي قرر ذلك وكيف تجرأ على مثل هذه الإهانة للبشر؟ وكيف له أن يحكم بأن أسرة قليلة أم كبيرة العدد تستطيع تدبر أمرها في اليوم ب 186ريالا؟

حسب اطلاعي، حينما بدأت حكاية الصندوق الرعاية الاجتماعيه، قرأت ما يقابل ذلك في لبنان، وعلمت أن الرعاية تصرف بواقع 500 دولار للأسرة التي تعيش في العاصمة و400 دولار شهريا للعائلة التي تعيش في الأرياف.
نحن هنا في اليمن، حسبوا للفرد 40 ريالا في اليوم، والدولار يساوي 185 ريالا حينها، أي ربع دولار باليوم؟ أما الأسرة فبدولار واحد في اليوم 186 ريالا؟

إنها سفالة المسؤول وتفاهة ضميره "النار ما تحرق إلا رجل واطيها" وهم لم تمسهم الفاقة، ولا عرفوا ما معنى الحاجة منذ دخلنا في الوحدة المشؤومة.
أما حكاية السلة، وهي المذلة الجديدة، خاصة بعد قيام العاصفة، وبكل أسف، فهي أحقر من سابقتها .

هل تتصورون أسرة تحصل على سله فيها لتر زيت وكيلو سكر وعلبتي فول وعلبتي تونة و6 أكياس مكرونة أن تعيش بهذه السلة لمدة شهر؟ وأحيانا تأتي فقط فصليا، تارة كل ثلاثة شهور وتارة كل أربعة شهور إن لم تكن أكثر حسب اعتقادي.
الإعانة فعلا إهانة للإنسان، ويجب إعادة النظر فيها على أسس ومعايير دولية. والسلة التي أصبحت مذلة أخرى يجب أن تتوقف فورا، ويجب أن تسلم للجميع ماليا ولو بواقع 200 دولار شهريا للجميع دون استثناء، فالكل افتقر بعد الحرب وتدهور العملة.
يكفي إهانة في شكل إعانة، ويكفي مذلة على صورة سلة لا تساوي عشرة دولارات فيما تحتسبها الجهات الداعمة بمئات الدولارات محاسبيا وورقيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى