اليمن بمواصفات تونسية

> الآن بعد مرور سبع سنوات من الانقلاب، وجد اليمن نفسه في مفترق طرق تاريخي، فأين اليمن من النماذج العربية الجديرة بالاحترام؟ وبطبيعة الحال لا يمكن لليمن أن تكون نموذجاً مستقبلياً كتونس، لكن المهم هو: هل نمتلك نحن اليمنيين إرادة قوية وراسخة للوصول إلى ذلك؟
إن ما حدث في تونس بالضبط، لأنها تمتلك رئيساً رفع شعار تطبيق النظام والقانون ومحاربة الفساد، ومازال موقعه على كرسي الرئاسة في مربع النزاهة، وفي المقابل هناك شعب تونسي يرحب بالنظام والقانون ويذعن له الجميع بما فيهم الذين سبق أن تجاوزوه وانتهكوه، أو تم إقصاؤهم.

وحتى الآن نريد أن نعرف ما هي القناعة التي يتفق عليها كل اليمنيين مع أن البعض ربما لا يعلم أن هناك دولاً إقليمية لا تريد من اليمن أن يقف على قدمية، بل أن يقسم ويصبح دويلات حليفة لها، وفوق كل ذلك غالبية اليمنيين واقعة بين مطرقة الحرب العسكرية وسندان الحرب الاقتصادية.

في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها اليمن، فاليمنيون يتوقون إلى مرحلة الحوار الوطني الشامل ومخرجاتها، ففي تلك المرحلة كان كل الشعب يحترم النظام والقانون، وكان الرئيس خياراً للشعب ليس بشخصه بقدر ما كان البرنامج الرئاسي والمهام المسندة إليه جوهر الرضا والقبول الشعبي، وفي المقابل فالشعب الذي تعود على الإدمان لم يفق حتى اللحظة من تخديرة القات، ومازال البعض لم يستوعب أن هناك من حملوا السلاح عليه، وأنه بنظرهم في خانة اليهود والنصارى والجماعات الإرهابية.

في سياق متصل، فمفردات اليوم مع الأسف سبق أن تغيرت جملة وتفصيلاً، فالكل ضد الكل، والكل حمل السلاح والكل يتاجر باسم السيادة والشعب والوطن والدين، ولو فصلنا واقع كل مكون من المكونات اليمنية فسيترتب تباعاً الآتي.
أولاً - حق بالحكم الإلهي وفق أجندة إيرانية بمزيد من الدماء والأشلاء والفساد.

ثانياً - انفصال آني بمشروع فيدرالي بإستراتيجية لا تستقيم مع واقع الحال، وستفتح الباب على مصراعيه للعنف والفوضى.
ثالثاً - الإخوان المسلمون سيمتهنون المعارضة في كل شاردة وواردة رغم أنهم في صناعة القرار بدون أدنى ذرة تحمل المسؤولية عن أخطائهم، وهذا سر فشلهم ونفور الشعب منهم.

رابعاً - الشرعية حزمت أمتعتها وغادرت الوطن، لكن لها حضوراً كاريزمياً على النت والمحافل الدولية وشبهات الفساد تحوم حولها من كل حدب وصوب.
خامساً - البقية الباقية تغرد خارج سرب الارتزاق والعمالة والأجندات الإقليمية والفساد، وتبحث لها عن موطئ قدم في خضم كل هذه الخيارات رغم أنها في مفارقة غريبة تناضل للحفاظ على رصيدها النضالي والوطني.

* باحث إستراتيجي يمني
دكتوراه في النوع والتنمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى