كلمة إلى صندوق رعاية وإعادة تأهيل المعاقين!

> نعلم إن الصندوق مهمته، كما أسس لذلك، رعاية وإعادة تأهيل المعاقين ذكورا وإناثا.
والرعاية معلومة، وهي تغطية بعض احتياجاتهم ومتطلباتهم الضرورية.

لكن تنقصه بعض التحديثات والمبادرات بالخروج عن بعض القوانين، ومن خلال تغليب العامل الإنساني ومواءمة القوانين وأنسنتها، وإلا فما الداعي لمجيئه وتأسيسه؟
صحيح أن الدول الغربية والمانحة عندما أسست صناديقها في بلدانها، ونظمتها بقوانين متطورة، لم تغفل التأهيل، بل جعلته في المقدمة؛ لكي يصبح المعاق منتجا ومعتمدا على ذاته.

ولا تغفل الإعاقة المستدامة التي لا علاج لها، ولا تستطيع استيعاب التأهيل. لا تغفل عن بالها أن تظل الرعاية مستدامة ما ظلت الإعاقة وعدم القدرة على التأهيل مستدامة أيضا.

ما يعيب الصندوق هنا أنه يعلم أنه لم يستطع تأهيل كثير من المعاقين، وبالتالي، فحصر الرعاية حتى سن الثامنة عشرة للجنسين، تعتبر خطيئة كبرى، فطالما المعاق ذكرا كان أو أنثى ظلت حالته هي هي منذ ولادته أو لعرض تعرض له، فلا يجوز التنصل عن تقديم الرعاية له، فاحتياج المعاق بعد البلوغ أكثر تكلفة من الطفولة؛ لذلك ما دام المعاق لم يؤهل ليصبح مقتدرا ومعتمدا على ذاته بأي مهنة تم تدريبه عليها، من المهن المنتجة والمدرة للدخل، فإنه لا يجوز إنسانيا ترك أهله يعانون في توفير متطلباته. وفي مثل هذه الظروف القاسية والغلاء المتوحش بعد قيام العاصفة القاصفة للمداخيل والمدخرات.

إن المعاق إذا لم يتم تأهيله، يظل بحاجة للرعاية، ومن المعيب أن يحرم من الإعانة المقدمة له من الصندوق.
نتمنى من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين أن يطور خدماته، وأن يكثف برامج إعادة التأهيل، وأن يستمر في تقديم الرعاية ما دامت الإعاقة موجودة، ومادام التأهيل لم يحصل من قبله، أو من قبل منظمات إنسانية أخرى.

كما نتمنى من وزارة الشؤون الاجتماعية أن تلتزم وتلزم الصندوق باستمرار الرعاية للمعاق مادام بلا تأهيل، ليصبح صاحب دخل خاص به من مهنة تم تدريبه عليها.
إن الجمود لدى بعض من يتحمل المسؤوليات، خاصة في مثل هذه الجوانب الإنسانية، هو صفة غير محمودة ولا تليق به، فالإنسانية مقدمة على القوانين الجامدة والصماء.

الأساس لهذا الصندوق هو الالتفاتة الإنسانية وإظهار العون والواجب تجاه هذه الشريحة، وليست مثلها مثل من هم خالون من الإعاقات.

نتمنى إعادة النظر بمثل هكذا قوانين جامدة وخالية من المسؤولية الإنسانية، إذ إنه لا يليق بنا، مع من وصل للبلوغ، وهو لا يزال معاقا ولم يحسن أو يتم تأهيله أو تدريبه على مهنة مدرة للدخل، لا يحسن بنا أن نرميه مكتفا ومقيدا، وأن نقول خض في بحر الحياة سباحة معتمدا على نفسك من دون إدراكنا لمشكلته ومأساته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى