أكذوبة البطل الأولمبي

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
حكايتنا مع مشروع البطل الأولمبي حكاية قديمة مبكية ومضحكة تذكرك بحكاية الأعور الذي ضربوه على عينه فقال: مش مشكلة خسرانة خسرانة.
مؤخرا أرسل لي زميل عزيز يخبرني أن لاعبا يمنيا في الجودو خر صريعا أمام منافسه بعد 16 ثانية لا غير في أولمبياد طوكيو.

علقت بمرارة ممزوجة بألم: كيف يحدث هذا؟ في الغالب أشرب كوب عصير مثلج في عز الحر في خمسين ثانية، لا أدري هل هي نكتة أم حقيقة؟ لكن لو صدقت الحكاية فدون شك سيشعر الأمريكان بعد 35 سنة بغبطة لا حدود لها، لأن مكوكهم الفضائي (تشالنجر) صمد في الجو ثمانين ثانية قبل أن ينفجر لخطأ فني فادح، و جاء لاعبنا ليحطم هذا الرقم، مثله مثل الريال اليمني الذي يواصل الهرولة والسقوط من حالق، وكأنه جلمود صخر حطه السيل من عل.

ولأن ما يحدث لنا في المشاركات الأولمبية من عبث وبهذلة ومرمطة في الصالات المغطاة تقيد كل أربع سنوات على حساب مشروع البطل الأولمبي، تصورت أن اللجنة الأولمبية اليمنية منحت لاعبنا الضوء (البني) ليشرح للعالم كيف أن خفة دم المشروع الأولمبي لا يقل عن خفة الجني الذي أتى بعرش بلقيس لسليمان قبل أن يرتد إليه طرفه.

عشر مشاركات تحت علم اليمن الجديد ونحن نبحث عن (اللهو الخفي) المدعو المشروع الأولمبي، ولا نسمع سوى جعجعة أولمبية لا نرى لها طحينا أو دقيقا أو غبارا.

لا تدعو الحمار يفلت دائماً وتصبون زبدة غضبكم على (بردعة) التمويل المالي، لأنني أعرف أن الصندوق يبيض للوزارة واللجنة الدولار واليورو والجنية الإسترليني، وكله من جيوب وصحة من يلوثون صدورهم بدخان السجائر، ومن عرق جبين من يخصبون القات في أفواههم بينما فلوس الصندوق تذهب إلى المنتجعات والبارات وقيادات فاسدة تعبث بمال الرياضيين.

الذين ولدوا عندما ارتقى الأخ محمد الأهجري أمينا عاما للجنة الأولمبية اليمنية صاروا اليوم جيلا كاملا، وبات من حقهم الآن أن يمضغوا كذبة البطل الأولمبي مثلنا تماما.

لن أخبر الأخ محمد الأهجري بأننا لا نطمح للذهب أو الفضة أو البرونز الأولمبي بعد عشر مشاركات جفاف في جفاف فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه، ولكنني أطلب فقط أن نرى بصيص نور في نفق مشروعكم الأولمبي.

لن أطلب منك أن ترحل وأنت تتمدد على صدر اللجنة العاري، فمن الكياسة ألا اقحمك في حسبة (برما)، فقط أذكرك أننا كنا صغاراً عندما تبوأت اللجنة، وأصبحنا اليوم بالحسبة اليمنية الشهيرة عواجيز و(شيوبة) وأنت لا بد في اللجنة، كل معازيم اللجنة الأولمبية الدولية تغيروا من خوان أنطونيو سامرانش الذي عاصرته إلى جاك روغ نهاية بتوماس باخ، وأنت متموضع على قلب لجنة تضم اتحادات فاشلة كرتونية كل همها الهبر والسفر والتنزه في اولمبياد بوذا.

صناعة البطل الأولمبي في الغالب تحتاج إلى عقد من السنين، وإعداد بطل فردي نقي أهون من الاعتماد على معلبين من أمريكا وبريطانيا وبلاد يركب أهلها الأفيال.

سألوا عداء أثيوبي عن سر قوة عدائي (الحبشة) في السباقات الطويلة، فأعترف أن الأمر ليس فيه خلطة سحرية كتلك التي تشتهر بها وجبات (الماكدونالد)، فقط نسب تلك القوة لأجواء العاصمة أديس أبابا المرتفعة عن سطح البحر، وهذا يعني أن اللجنة الأولمبية اليمنية طوال ثلاثة عقود من الفشل كان بإمكانها استقلال أجواء صنعاء أو ذمار و تجهيز بطل أولمبي واحد يحفظ لها ماء الوجه، لكن لا حياة لمن تنادي.

كان لاعب التايكوندو أكرم النور مشروعاً استثمارياً مربحاً ونواة لبطل أولمبي كبير بعد فوزه بفضية دورة الألعاب الآسيوية في بوسان عام 2002، لكن اللجنة عاقبته على إنجازه ومنحته أولاً فرصة لكي يرى النجوم في عز الظهر، وثانياً اغتالت هذا البطل الأولمبي وأجهضت حلمه مع سبق الإصرار والترصد، وانتهى به الحال بائعاً للدجاج في المعلا.

قصر الكلام.. مشروع البطل الأولمبي في وطن (أم الصبيان) يمكن تصنيفه على أنه رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى