بدلا من الذهاب إلى المدرسة يقضي حارث منصور (15 عاما) أيامه في لي أعناق الدجاج وانتزاع الريش وتغليف لحومها للزبائن، في متجر صغير بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وقال منصور الذي توقف عن الدراسة وهو في منتصف المرحلة الإعدادية، إنه اضطر لقبول العمل لأن والده لا يستطيع تغطية نفقات الأسرة وحده، ولأن المتاح لم يكن يكفي للدراسة أو غيرها.
وتسبب القتال في مدينة الحديدة مسقط رأسه بغرب اليمن في نزوح والديه وأشقائه الثمانية إلى الريف قبل عامين، ولمرض الأب وعجزه عن العمل انتقل محمد وشقيقه إلى العاصمة.
وقال محمد إنه اعتاد الذهاب للمدرسة، وإن كل شيء كان على ما يرام وكان الطعام والشراب متوفرا، لكن الأمور تبدلت وأصبح سعر كيس الطحين بين 18 ألفا و19 ألف ريال بعد أن كان يتراوح بين خمسة آلاف وثمانية آلاف ريال من قبل.
وتوضح بيانات الأمم المتحدة أن ثمن سلة تمثل الحد الأدنى من الغذاء في اليمن ارتفع أكثر من 20 % هذا العام.
غير أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تقول إن الحرب أدت إلى زيادة عدد الأطفال الذين لا يذهبون للمدارس إلى مثليه ليبلغ مليونين.
وتقول الأمم المتحدة إنه تم تجنيد أكثر من 3600 طفل في الصراع المسلح في السنوات الست الماضية.
وبدأ زكريا نجيب (16 عاما) العمل في ورشة للمعادن في صنعاء قبل عامين.
ويقول والشرر يتطاير حول وجهه دون وجود وسيلة حماية، إن الحرب هي التي دفعته للعمل الذي يوفر له ولذويه خبز اليوم.
حارث هو واحد من عدد غير معروف من أطفال اليمن يعملون لكسب قوت أسرهم والحفاظ على سكنهم، في ظل ظروف تدفع فيها الحرب الدائرة منذ ست سنوات البلاد بدرجة أعمق في هاوية الفقر والجوع.
وفي العاصمة أيضا يعمل عبده محمد (15 عاما) أيضا في تقطيع أسياخ الحديد الصلب في الشارع لاستخدامها في بناء الهياكل الخرسانية.
ويتقاضى محمد ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ريال (6-7 دولارات) في اليوم، لكنه ينفق أكثر من نصفها على الطعام والإقامة ويرسل ما يتبقى لأسرته.
ويمثل تضخم الأسعار في الاقتصاد اليمني الذي أرهقته الحرب عاملا رئيسيا في أزمة الجوع المستمرة في اليمن.
وقبل تفجر القتال في أواخر 2014 كان اليمن يتعاون مع الأمم المتحدة لتقليل تشغيل الأطفال، وكان الحد الأدنى لتشغيل الأطفال 14 سنة و18 سنة للأشغال الخطرة.
وفي ضوء شح المال المتوفر للأسر يتم تزويج الفتيات في سن أصغر، وتجنيد الصبية كجنود، وتشغيل الأطفال.
وبدأ زكريا نجيب (16 عاما) العمل في ورشة للمعادن في صنعاء قبل عامين.
ويقول والشرر يتطاير حول وجهه دون وجود وسيلة حماية، إن الحرب هي التي دفعته للعمل الذي يوفر له ولذويه خبز اليوم.
رويترز