إنهم يحكمون علينا بالموت البطيء فهل نستسلم؟

> وضحت الأمور وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فهناك مسلسل دموي وحرب نفسية قذرة، حرب خدمات وانهيار عملة، وتنصل عن إعطاء حقوق الناس المكفولة شرعاً وقانوناَ.
صبرت الناس وفوتت كثيراً من الأمور، وأغمضت عينيها عن فساد وجرائم مقيتة.

وظن الناس أن هذه سحابة عاصفة ستنقشع عن قريب، فإذا هي ممارسة وأجندة ثابتة وراسخة وتتجبر عاماً بعد عام.
إنهم يريدون للناس الموت البطيء على الفرش وفي المنازل كما تموت العير في مرابضها.

هل نحن مستسلمون لأقدار مصنوعة من حثالات البشر؟
هل نموت كالعير دون تحقيق أمنياتنا وأهدافنا؟ وهي الكرامة والسيادة والوطن الحر السعيد والمستقل.

يا لها من مفارقة عجيبة، بالأمس في عز جبروت الزعيم الهالك كانت السيول البشرية تتدفق إلى الميادين، وتضحي بالعشرات والمئات بصدور عارية، وكل ذلك من أجل تحقيق الهدف السامي (وطن حر وشعب سعيد).
اليوم بعد كفاح جديد وسلاح موجود ومقاومة مسلحة وشعب أبي وعنيد، نرى المنكرات ولا نستنكرها ولا نندفع لتغييرها، وأئمة المساجد لا يتكلمون عن تدهور العملة والغلاء الفاحش والحرمان من الرواتب لشريحة كبيرة من الشعب، وكأن الأمور سمن على عسل. يا لهذا الزمان العجيب والناس الأعجب من ذلك.

والله إن البغي والظلم قد بلغ مداه، والعالم لا ينكر ولا النخب تنكر ذلك، ولا المنظمات ولا الجهات المسؤولة تلتفت أبداً.
كأننا أمام نازية وفاشية وسادية وشوفينية مجتمعة مع بعض في خلطة عجيبة تسمى اللاشرعية.

حقاً لقد داهمنا زمان الْهَيّك، كما يقول المثل اللحجي، أو أمام البيت الشعري في لامية العجم للطغرائي:
ما كنت أؤثر أن يمتد بي زمني

حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
الجميع ستكويهم محرقة الحرب القذرة مدنيين أو عسكريين، والتجار سيفلسون قريباً، فهل من هبة مجتمعية قبل فوات الأوان؟

أيها الشعب الجبار والنخب الصامتة ثوروا قبل أن تشلكم المجاعة، وتقفوا عاجزين عن الخروج من منازلكم خطوة واحدة. لا تموتوا كما تموت العير.
فإذا لم يكن من الموت بد
فمن العار أن تموت جبانا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى