​تأمين (الحوار الجنوبي) لغة وئام وتنمية واستقرار

>
كم هو مبعث الأمل من أبناء هذا الجنوب وعدن (هذه الجغرافيا) وأنا أتابع وأرى وأقرأ المقالات والآراء التي تمهد إليه وتعمل على التئام أبناء المجتمع الجنوبي طولاً وعرضاً بغرض مهم وقضية أسمى هم متفقون عليها، ويدركون أن مسؤولية هذا البناء وتدعيمه تقع على عاتقهم بما لا يجعله عرضة للانهيار، وهو بإذن الله لن ينهار.

أقول ذلك وأنا أجد نفسي وسط آباء لهم كامل المهابة والاحترام من شاب في عقده الرابع وهو ينظر ويتعايش مع هذا الحراك الذي نهل من تاريخه بكل إيجابياته وسلبياته الكثير، وبرغم كل الآلام إلا أننا الجنوبيون يمكننا الوقوف إلى جانب عدالة قضيتنا (الجنوب مستقبل) في بنائه على الوئام وعلى الهدف والمصير كشأن إستراتيجي واحد، لأننا ندرك حجم الكارثة إذا انهار. أقول ذلك وأنا كلي ثقة وأمل حقيقي في النظر إلى مستقبل آمن ومستقر وتنمية مستدامة تنطلق من انضمام الجميع لهذا (الحوار المسؤول)، وعدم خذلان من تركونا ورحلوا وهم يؤمنون بعدالة هذه القضية ليس من 2007م ولا منذ عام 1990، بل منذ ما قبل هذه الأحداث والتواريخ بأعوام مديدة تحت أي مسمى حزبي أو تكوينات.

هذا الجنوب وعلينا فقط الاعتداد له أرضاً وإنساناً بمشاركة جميع الفئات دون انتقاص، والاعتبار من الماضي السليب، ولا ننجر إلا لما يثبت حق هذا البلد من العالم في وجوده كعضو فاعل في الأسرة الدولية متمسكاً بمضامين الحق في الحياة والعيش الكريم والمساهمة والمشاركة في التنمية والتعويض عن كل ما مضى لأجل نصرة قضايا الإنسان والحريات.

أتمنى من كل آبائي أن ينبذوا خلافاتهم ووجهات النظر المتشددة، ويعملوا على تحقيق ما اجتمعوا لأجله أو ما اتجهوا نحوه وهو (الجنوب) الحر والمستقل، أما ما دون ذلك فيمكن لنا جميعاً المشاركة والمساهمة فيه دون إهدار حق أحد أو انتقاص من مكانته ودوره، فاللبنة الحقيقية التي نؤسس عليها هي (دولة الجنوب)، وبعدها ننطلق للتنمية والبناء جميعنا دون استثناءات، ونوحد كامل طاقاتنا في سبيل تعزيز وتقوية وتدعيم وتسليح البناء الجنوبي لدولة واحدة حرة مستقلة تضم الجميع وتدعو الجميع من أبنائها إلى الإسهام دون مواربة بالاعتماد على مبدأ حسن النية والوئام والتنمية والاستقرار، وذلك ما سيمهد لغد أفضل وأشمل لجميع أبنائنا ومستقبلهم وعلينا جميعاً الثبات والعمل بشكل حقيقي.

وأقترح بعض الأسس التي نقف عليها بعد إذنكم جميعاً:
1 – إننا نقف على أرضية واحدة ومشتركة اختصاصاتنا فيها متلازمة، فعلينا أن ننسى خلافاتنا حتى لا يستثمرها الآخرون، وأن الحقوق لا تتجزأ وإن تعددت مفاهيمها ولها آليات محددة.
2- إنه يوجد مكون يمكن التأسيس عليه يضم الجميع ويعمل من أجل الجنوب وهو معترف به يوحد أهدافنا، ونعمل من خلاله على هذا الهدف الأسمى (دولة الجنوب الفدرالية المستقلة)، وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، وتكون لنا دائرة اتصال مع الإقليم والعالم.
3 - نبذ مفهوم المحاصصة والتقاسم والمناسب وتركها وإخراجها من قاموس هذا الحوار، والتاريخ يعلمنا ما وصلنا إليه، وإلى نتائجه الكارثية بسبب ذلك التقوقع المقيت، فالقاسم المشترك والمتلازم هو الجنوب لا المناصب.
4 - إن الجنوب دولة حرة مستقلة لجميع أبنائه في الداخل والخارج يستطيعون الإسهام فيه كلاً بحسب طاقاته بما يلبي هذا الهدف ويسعى في إطار منظومة واحدة متصلة ومنسقة، والجنوب نموذج رائع وعلينا فقط ترصيعه بالأحجار الكريمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى