قف قبل أن تقف

> صالح العطفي

> إذا لم تقف الآن تقاتل نفسك، وتجابها وتقف أمامها حين تراها قد أصيبت بالاعوجاج، فلا فائدة منك إن وقفت خطيبًا مرشدًا للناس في المساجد، أو صيرتك الحياة على خزائن الناس، وحقوقهم.

لا فائدة منك ولو صرت قائدًا عسكريًا رفيع المقام لإن همك ليس وطن الإنسانية بل حفنة، وقصورًا وخزنة هنا وخزنة هناك.

إن الحياة تعيطك لمعانًا زائلًا، زائفًا، وبهرجة تسيح لو سقطت عليها قطرة من مطر الحقيقة.

إنك تعيش نصًا كاذبًا في كتاب صنعت أوراقه من رماد الفناء، فليس باستطاعته مقاومة الزمن، فها أنت تنزعج، وتصاب بنوبة صراخ طويلة؛ لأنك عدت لبيتك ولم تجد المكيف شغالا، وكيف انفجرت غضبًا حين تعطل الماطور فأنت لا تستغني عن الكهرباء.

أي حياة كاذبة تعيشها، وأي حرمان تعيشه أنت الآن فقد مسحت منك مكرمة الإحساس بالآخرين، ولم تعد عيناك ترى إلا مقام عيشك الرغيد!

أي هذه النكرة، فحين تغطي عيناك عن الحقيقة فقد أصبت بحرمان الإحساس، فالغنى أيها المسكين التافه أن تحس بمن حولك، وأن تعايش أحاسيس الفقراء فهات لي رجلًا، إنسانًا عظيمًا اكتنز المال فأعطته الحياة سلمًا للبقاء؟!

أي فجوة تعيش، وأي طريق سلكت؟!

أنزل من برجك الكاذب الذي يكاد يخفي تصدعه، كي تراه غدا في عالم الحقيقة.

أنظر لوجهك دون هالة التصفيق الكاذب، ودون فتاوى النفس الضعيفة التي كذبت عليك، وقالت لك إنك الإنسان المعصوم من الزلات.

ارفع رأسك بخشوع كي ترى موبقاتك التي لا تحصى.

تذكر جيدًا جيدًا أنك في لحظات موتك لا تريد هذا الزيف الذي يغلف حياتك الآن.

استيقظ قبل أن تصاب بالفزع، فالحياة قصيرة قصيرة جدًا، بل أقصر من عرض طريق تسلكها سيارتك الفارهة الآن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى