الشرعية تيكنيك والحوار الجنوبي

> لم يعد من المقبول على أي طرف سياسي في اليمن أن يتخذ موقفاً مسبقاً من أي مبادرة تعمل على تنسيق الجهود في سبيل الوصول إلى حل سياسي شامل.

يقول الرئيس الأمريكي بايدن: "ليس على الحكومة أو القوات الأمريكية التي كانت عاملة في أفغانستان منذ عشرين عاماً حتى لحظة بسط حركة طالبان نفوذها وسيطرتها على جميع البلاد، القيام بالدفاع عن أفغانستان مادامت هناك حكومة وجيش مدرب ومسلح، وأن الحكومة لم تستجب لدعوات الحوار أو المصالحة مع الحركة، وأن الجيش الأفغاني لم يلمس منه إلا عقيدة عسكرية أو وطنية تجاه الدفاع عن بلدهم، وتلك ليست مسؤولية أمريكا بعد العشرين عاماً".

ودون الخوض في تفاصيل المشهد السياسي الذي آلت إليه الأوضاع في أفغانستان، ومع قرب وصول القائم بأعمال السفير الأمريكي في اليمن لدى الرياض، السيدة كاثرين ويستلي، والتي بحسب تصريحها، نحن جاهزون لزيارة عدن بعد عودة الحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض (1) و (2). هذا التصريح جاء خلال لقاء لها بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يوم الإثنين الماضي في الرياض.

ولفتت إلى جهود الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الإطار من خلال دعم اليمن مادياً وإنسانياً، وحث المجتمع الدولي على ذلك.

المصدر صحيفة "الأيام" العدد 7188 تاريخ 17 أغسطس 2021م.

فكل ذلك يأتي في ظل عدة تحولات على الساحة اليمنية التي تشهد توجهات مختلفة إحداها تأتي من الشرعية اليمنية التي حملت معها تشديد الرئيس -في اجتماعه يوم الأحد الماضي بالرياض برئيس الوزراء ورئيس أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي اليمني، على ضرورة مضاعفة الجهود والحفاظ على استقلالية البنك المركزي.

هذا الأمر والتوجه الذي جاء متأخراً جداً وكأنه كان منتظراً من الرئيس العودة من الخارج للقيام بهذه الخطوة بعد إفساح المجال لعمليات مالية مشبوهة، وكأنه متعمد للنظر إلى المجلس الانتقالي الجنوبي وما سيقوم به، وهل في استطاعته خفض ارتفاع الأسعار وانهيار العملة والمضاربة بها؟ وفي الوقت ذاته يعمل على إفشال كافة الجهود التي يعمل عليها المجلس الانتقالي الجنوبي والمكونات المتحالفة معه في ظل دعوة أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي في منتصف الشهر الحالي للحوار الجنوبي.

هناك حالة من الافتعال السياسي لإربك المشهد في الجنوب، وإظهار الفعاليات السياسية والمدنية في الجنوب، وكأنها في حالة احتراب داخلي لا أكثر ولا أقل، وهي نقمة قديمة حديثة يتم الأخذ بها كلما برز جهد جنوبي حقيقي لتحقيق إرادة شعب الجنوب العربي في استعادة دولته المستقلة التي ينادي بها غالبية الشعب في كامل مساحة الجنوب من المهرة حتى باب المندب.

نحن اليوم أمام مرحلة ذات أهمية ومفصلية تمر بها اليمن شمالاً وجنوباً، وقد يكون المشهد بالنسبة لصنعاء التي تسيطر عليها ذراع إيران في اليمن (حركة الحوثيين) في إدارة الحكم شمالاً ويتبقى الوضع جنوباً وفرض تنفيذ اتفاق الرياض 1 و 2، وهنا لا مجال لأي تأويلات سياسية أو تطلعات مسبقة أو احتمالات لأي طرف أو حماقات قد تسحب البساط من شرعية قاربت على الانهيار وبين (حوار جنوبي) ينتظره الكثير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى