ضياع الفرص

> إن هدر الفرص المتاحة أمام الجميع لا يعد من القيم الجميلة التي قامت عليها الدول وحضارات الشعوب منذ القدم، وليس من المنطق المألوف لطي صفحات الحرب من خلال حوار جاد تخطط له قوى الحرب حتى تضع الحرب أوزارها رغم فشل الخيارات والجهود النبيلة التي سعى لها قادة العالم نحو تحقيق سلام دائم ينهي فصول الحرب التي شردت الناس وجعلتهم نازحين في الخيام وزادت معاناة الناس في الداخل نتيجة الإدراك المبكر لنتائج الجهود المبذولة نحو تحقيق السلام التي قد تتجاوز قوى الحرب وتحول دون تحقيق الأماني والأحلام وهي تسعى جاهدة لتعطيل كل المساعي الرامية نحو نجاح الحوار الذي قد يفضي إلى تطبيق تسوية محترمة وبناء مشروع سلام دائم يحقق تطلعات الناس دون مواربة في العيش الكريم.

وبالرغم من ذلك، يرى سياسيون ومتخصصون في الشأن السياسي أن ضبابية الموقف الإقليمي وعدم وضوح الرؤية نحو السلام، جعلت الاعتقاد السائد سلبياً لدى عامة الناس في الشارع بعدم جدية قادة دول الإقليم نحو السلام، حيث ترك رعاة العالم الباب مشرعاً لتستمر الحرب وتفشل كل المساعي والجهود الحميدة وتضيع معها فرص الحلول الرصينة لتجاوز الكوارث والانطلاق نحو تحقيق مبدأ التنمية الشاملة والحقيقية.

إن عدم الرغبة في إنها الحرب أدت إلى خلق أزمات كبيرة على حياة الناس، حيث فقد غالبية الناس مصادر الدخل، وبات آخرون على حافة المجاعة تفتك بحياتهم الأمراض الفيروسية والأوبئة القاتلة و المتنوعة والخبيثة.

وتعد هذه الخطوة أهم الأسباب التي جعلت الحرب تستمر، حيث لم تقتنع أطراف الصراع بالحوار الذي قد يعرج بعيداً عن تطلعاتها وخياراتها المنشودة نحو تحقيق وكسب جولة الحوار للبقاء رأس السلطة مدة أكبر، حيث لم يعد ممكناً نجاح الحوار الذي نؤمن بنجاحه للخروج من فوضى الحرب، وإن لم تتوفر الرغبة والقناعة السابقة والثقة في النفس الأمارة بالسوء، سيظل صوت المدفع مدوياً، والصواريخ وحركة الطيران الحربي من على بعد أمتار تهاجم أعدائها، وستمر المعاناة في ظل شح العملات الأجنبية وتدهور العملة المحلية التي ألقت بظلالها على الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى