برتقال (بادي)!

> كتب/ محمد العولقي

> علي بادي مدرب براعم شمسان المتوج مؤخرا ببطولة عدن، عنوان الإخلاص والتفاني في عمله الشاق والصعب والمتعب.
مدرب ولد ليبقى موجها لعالم الصغار، مدرب فاهم لطبيعة البراعم والمواهب. دخل عالم الصغار الصاخب بقلبه، وبقي سمادا طبيعيا لأشجار البرتقال التي أينعت أخيرا ثمارا شهيا لا "بودرة" فيه ولا كيماويات "مكربنة".

يظل المدرب علي بادي أنموذجا مشرقا لمرحلة سنية خطيرة لا يصلح لها أي مدرب مهما كانت سمعته، ولا يصلح لها أي كادر، ولوجاء من البرازيل دون أن يكون ملما بمحتوى ومبتغى ذلك القطاع.

فيكم من يكتم السر؟
نجح علي بادي في تكوين خلطة سحرية أعادت للبرتقال نضارته وطراوته، لأن قطاع البراعم يحتاج إلى قلب أب ووقار مدرب وصرامة معلم وذكاء طبيب نفسي يحتوي الصغار ويعيد تشكيل عقلياتهم وتهذيب سلوكهم.
تلك المواصفات وجدتها في مسيرة الكابتن علي بادي، ومن يتابع برامجه التدريبية في قطاع الناشئين والبراعم سيجد أنه يطبقها كسلوك يجري في دمه.

وعندما يوفر رئيس نادي شمسان الكابتن عدنان قلعة أفضل مناخات العمل لهذا القطاع ويسير على نفس نهج سلفه طيب الذكر خالد بيزع، سيكون طبيعيا جمع المجد من أطرافه في منافسات أهل العزم.

وكيف لا يحصد براعم شمسان كل برتقال دوري عدن ويصبغ البطولة بنكهته، فمن يتابع برامج الصغار، ويسجل الملاحظات، ويعطي التوجيهات، ويوزع أخلاقه في بساطة السهل الممتنع نجما كبيرا له شعبية جارفة مثل الكابتن جميل سيف، يشرف بعينه الخبيرة على بناء الأمل لمستقبل شمساني نتوقع أن يكون في عهد (قلعة) البرتقال أكثر إشراقا من حاضره.

في كل مرة أزور فيها شمسان لمجالسة أصدقائي هناك، أتعمد حضور جانب من الوحدات التدريبية لقطاع الأمل، وفي كل مرة أقتنع باحترافية العمل في جهازي البراعم والأشبال، وأتأكد تماما أن نادي شمسان يبني قواعد مجده الجديد على أسس أخلاقية رفيعة، وهو بالفعل يمتلك القواعد والزاد البشري الذي ستقوده قريبا إلى القمة الشماء.

كابتن علي بادي شكرا لك لأنك أحييت في داخلي حلما رومانسيا قديما، ومليون مبروك لنادي شمسان الذي يؤمن بأن صناعة المستقبل تبدأ من هذا القطاع المهم.
العبد لله في قمة السعادة، لأنني بعد صبر طويل طويل تسنى لي أخيرا الاستمتاع بحلاوة برتقال البراعم واستذكار صلابة جبل شمساني شامخ ما يهزه ريح.!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى