مديرية التواهي نموذجا لتدهور التعليم في اليمن!

> هناك تدمير ممنهج للتعليم ودور العلم وإفراغ العملية التعليمية من مضمونها منذ حرب صيف ١٩٩٤م وحتى اليوم فمديرية التواهي نموذجا حيًا على هذا التدهور والتدمير للعملية التعليمية حيث كانت المديرية في مقدمة المديريات بالعاصمة عدن من حيث جودة التعليم ومخرجاته.

فهذه المديرية على الرغم من كثافتها السكانية وأهميتها التاريخية وموقعها الجغرافي لا يوجد بها سوى روضة حكومية واحدة، وعدد قليل من المدارس لا تتجاوز عدد أصابع اليدين للمرحلة الأساسية، وأقل منها للمرحلة الثانوية.. فروضة الضياء للأطفال يتزاحم فيها الأطفال بأعداد فوق طاقتها، وتفتقر للكثير من الاحتياجات اللازمة أهمها عدم توفر بديل كهربائي عند انقطاع الكهرباء المستمر ولساعات طويلة مما يتعرض الأطفال والعاملات بالروضة لقساوة الحرارة الشديدة خلال ساعات العمل.

أما مدارس المديرية فمنها مازالت خارج نطاق الخدمة نتيجة أعمال الترميم المتعثرة ومنها يعاني من تدهور المباني وانعدام الاحتياجات اللازمة للعملية التعليمية وغياب تام للرقابة والانضباط التعليمي.
في زيارة خاطفة لمدرسة ابن سينا الأساسية للبنات في قلب المديرية وهي من أفضل المدارس بالعاصمة المؤقتة عدن من حيث العملية التعليمية وجودة المخرجات منها وهو ما جعلها تزدحم بالطالبات نتيجة سمعتها الطيبة وإدارتها الناجحة على مدى سنوات.

ومع ذلك تعاني هذه المدرسة الكثير من المشاكل والصعوبات لعدم تجاوب قيادة السلطة المحلية ومكتب التربية بالمديرية مع إدارة المدرسة لحلها وفي بعض الأحيان التمييع والمشاركة في خلق المشاكل حسب قول مديرة المدرسة.

ومن خلال النزول الميداني إلى بعض مدارس المديرية يمكن إيجاز معاناتها بالآتي:

1 - سحب أو تفريغ المدرسين دون الرجوع إلى إدارة المدرسة بالإضافة إلى النقص في الكادر نتيجة التقاعد أو الإعاقة وهناك فجوة كبيرة في الكادر نتيجة ذلك مما ينعكس على بقاء مواد دون تدريس لبعض الصفوف.

٢ - صرف رواتب المدرسين المنقطعين والمتغيبين عن العمل بالرغم من رفع إدارة المدرسة بغيابهم عن العمل مما يؤدي إلى خلق نوع من عدم القدرة من ضبط المتقاعسين عن عملهم ويخلق إحباطًا لدي الكادر المنضبط في عمله.

٣ - عدم الجدية في توفير الكتاب المدرسي فعلى الرغم من أن دولة الكويت الشقيق وفرت كل الإمكانيات اللازمة لطباعة الكتاب المدرسي إلا أن قيادة الوزارة ومطابع الكتاب المدرسي غير قادرة على العمل الجاد لاستقرار الكتاب المدرسي وتوفيره في مدارس العاصمة المؤقتة وبقية المحافظات المحررة وهذا يؤثر سلبًا على العملية التعليمية.

4 - غياب المعمل المدرسي في معظم المدارس وإن وجد في إحدى المدارس فإنه يفتقر للبنى التحتية ونقص الأدوات الخاصة به وعدم توفر الكادر المتخصص ويؤدي إلى إغلاقها نتيجة سوء الاستخدام.

5 - غياب بعض الأنشطة نتيجة عدم توفر البنى التحتية والوسائل اللازمة لها في المدارس.

6 - مشاكل وصعوبات الوضع العام تنعكس على الكادر التعليمي نتيجة تدني الأجور وارتفاع الأسعار واتساع متطلبات الحياة نتيجة الحرب وسوء الخدمات وكثرة الإضراب مما ينعكس على نفسية المعلم وأداءه التعليمي والتربوي .

7 - غياب برامج ودورات التنشيط من تدريب وتأهيل للكادر الحالي على الرغم من الخبرات المتراكمة لديه.

ختاما يمكن القول بأن التدهور الحاصل في العملية التعليمية في هذه المديرية يسري على بقية المديريات والمحافظات المحررة بل أن هناك مديريات ومحافظات أكثر سوءًا والأمر يتطلب من الجهات المعنية وقيادة الدولة والمجتمع الوقوف بجدية أمام هذا الوضع الكارثي لمستقبل الأجيال والوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى