​السياسة في حضرة الدم

>
وأنت تجيل النظر بالمواقع الإخبارية ومحركات البحث وبالذات التابعة للإصلاح وللشرعية عموماً، والتابعة للحركة الحوثية، ستجد في صفحات الإصلاح أن ثمة تراجعاً ملحوظاً لخبر تغطية مقتل السنباني قياساً بما كان عليه الحال خلال اليومين أو الثلاث الماضية، والسبب في هذا التراجع أن أصحاب هذه المواقع قد أدركوا شيئاً مهماً غاب عنهم  في خضم استغلالهم تلك الحادثة من الوهلة الأولى للجريمة، وهو أن هذه المواقع قد أوجدت دون قصد من خلال مبالغتها بقتامة وضع المواطن الشمالي بالجنوب حالة من الهلع على حياته من التوجه إلى الجنوب أو البقاء فيه، وهو الأمر الذي يعني بالضرورة تعميق حالة الانفصال بالنفوس وتكريسها بين الشمال والجنوب، وهذا -بحسب أصحاب تلك المواقع- يصب في مصلحة المجلس الانتقالي، ويقوض من فرصة بقاء خيط الأمل الوحدوي قائماً، ولهذا كبحت هذه المواقع من جماحها بعض الشيء، وخففته بعد أن بدا التوظيف السياسي المرجو من هذه الواقعة يأتي نتيجة عكسية وخطيرة عما أريد له بالبداية حين رفعت قميص السنباني.

الحوثيون من جانبهم، استطاعوا، بخبث أو بذكاء، استثمار هذه الواقعة لتسجيل عدة نقاط، أهمها:
أولاً إعادة طرح موضوع فتح مطار صنعاء إلى الواجهة أمام المجتمع الدولي دون أي شروط، وذلك من خلال مطالبتهم بأهمية فتحة على وجه السرعة كضرورة طارئة وملحة للحفاظ على أرواح وسلامة أبناء الشمال، وهو الأمر الذي أزعج الحكومة اليمنية القابعة بالرياض، وسارعت على لسان وزير إعلامها إلى التصدي لهذا الطلب، وتحميل الحوثيين مسؤولية الإغلاق وأهمية استمرار إغلاقه بوجه من وصفهم بالانقلابيين المدعومين من إيران.

ثانياً إن هذه الحادثة، بحسب الحوثيين، تؤكد أن المناطق التي تحت سيطرة خصومهم والمسماة بالمحافظات المحتلة هي محافظات تسودها الفوضى والرعب بعكس محافظات الشمال.
ثالثاً السلطة المسماة بالشرعية ومعها الانتقالي الجنوبي من منظور الحوثيين أيضاً قد فشلوا بخلق نموذج يتميز عن سلطة هؤلاء الأخيرين في صنعاء وعموم الشمال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى