​غضب في عدن..«لم يعد هناك مايخسره الشعب»

> عدن «الأيام» خاص

> ​خرجت الاحتجاجات الشعبية السلمية في العاصمة عدن، مساء أمس الثلاثاء، عن طورها بمصادمات متفرقة في عدة أحياء مع قوات الأمن التي استخدمت الرصاص المباشر في مواجهة موجة الغضب من تردي الأوضاع المعيشية وانهيار الخدمات وتدهور قيمة العملة المحلية.

غضب عدن في مواجهة مرحلة تجويع الشعب
غضب عدن في مواجهة مرحلة تجويع الشعب

وتنامى الاحتجاج الشعبي يومياً في المحافظات المحررة لاسيما في العاصمة عدن مع تفاقم كم من الأزمات المعيشية والخدمية والاقتصادية التي دفعت الناس للنزول إلى الشارع لإظهار غضبهم، بينما الحكومة المتواجدة في العاصمة السعودية (الرياض) تلزم الصمت ولم تحرك أي جهود لمعالجة الانهيار المستفحل الذي أصبح يطوق المواطن في كل مناحي الحياة، وعلى العكس يبدو أن الحكومة مشاركة بشكل أساسي في صناعة هذه الأزمة، وفق مراقبين، ووفق المحتجين.

موجة غضب من تردي الأوضاع المعيشية بعدن
موجة غضب من تردي الأوضاع المعيشية بعدن

واندفعت الاحتجاجات إثر تسعيرة جديدة للمشتقات النفطية أقرت مطلع هذا الأسبوع، إذ وصلت قيمة عبوة الـ 20 لتراً إلى 15 ألف ريال، الأمر الذي رفع أجور التنقل بين المديريات إلى الضعف، وهو ما زاد من ثقل كاهل المواطن في مواجهة الأزمات المعيشية. ويستمر انهيار العملة المحلية (الريال) المتسارع في تأزيم الوضع الاقتصادي والمعيشي من خلال آثاره السلبية في الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية كإحدى أكبر الأزمات التي تعصف بالمواطن في عدن خلافاً للأزمات الأخرى من انقطاع الكهرباء والمياه. وبلغ سعر الصرف 1100 ريال للدولار الواحد.


ومنذ الصباح الباكر أمس، قطعت حركة التنقل بين مختلف المديريات خاصة المتوجهة إلى مدينة كريتر، حيث مركز أهم المرافق الحكومية كالبنك المركزي للبلاد.

قوات الأمن بعدن
قوات الأمن بعدن

وأقدم محتجون في كريتر على قطع الطريق عند المدخل الرئيس للمدينة من جهة مبنى المحكمة ومثلث البنوك طوال ساعات يوم أمس. واندلعت احتجاجات في حي القلوعة بمديرية التواهي.


وقال شهود، إن مصادمات وقعت في الصباح مع المحتجين في كريتر أدت إلى إصابات عدد منهم. وأغلقت جميع المحلات التجارية في المدينة.

الاحتجاج في كريتر
الاحتجاج في كريتر

وفي مساء أمس توالى الاحتجاج في كريتر، حيث أشعل المحتجون الغاضبون الإطارات مجدداً، وأغلقوا بعض شركات الصرافة، بينما حاولت قوة أمنية تفريقهم، وفق إفادة الشهود.

وترددت أصوات إطلاق النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة طيلة الليل، وخاصة في محيط البنك الأهلي وهو ثاني أكبر بنك حكومي في المدينة.


وفي مديرية الشيخ عثمان الأكثر اكتظاظاً بالسكان، شهدت مناوشات بين المحتجين ورجال الشرطة. وقطع محتجون آخرون الطريق الرابطة بين مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة مع المديريات الأخرى.

تظاهرات الشيخ عثمان
تظاهرات الشيخ عثمان

وخرج عشرات المحتجين كذلك في مديرية التواهي، حيث الميناء الرئيسي، وقطعوا الشارع العام.
وقال محتجون في عدن، إن بركان الغضب الأكبر سينفجر قريباً في وجه الجميع، مضيفين، "لم يعد هناك ما يخسره الشعب لأنه (الشعب) بات فعلاً هو الخاسر الوحيد بهذه المرحلة".

ووصف المحتجون هذه المرحلة بأنها "مرحلة تجويع الشعب مع سبق الإصرار".
ورأى مراقبون اقتصاديون أن السخط الشعبي لتردي الأوضاع المعيشية سببه تفاقم الخلافات بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية اللذين لم يصلا بخلافاتهما إلى حلول مشتركة توقف انزلاق الوضع.

وفي وقت متأخر أمس أفاد شهود أن تراشقات بين المحتجين وقوات الأمن شهدتها مديرية الشيخ عثمان مشيرين إلى أن مسلحين مجهولين رموا بقنبلة على سيارة ضابط شرطة يدعى إبراهيم المنصوري أثناء تواجده بجوار مسجد النور الشهير.
وذكروا أن الانفجار أدى إلى إصابة عدد من المارة. ولم ترد معلومات من مكتب وزارة الصحة بشأن الإصابات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى