مخيمات النزوح بأبين.. عار على الإنسانية والمنظمات الدولية تسجل غيابا

> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة صالح

>
  • ​جبهات جديدة في مكيراس ترسل النازحين لأوضاع أسوأ من الحرب
  • 90 أسرة فرت من خط النار إلى المجهول والعدد مرشح للزيادة
> النازحون مشكلة تؤجج من أوضاع المجتمعات المضيفة لا سيما في بلادنا، إذ يفر النازحون من منطقة صراع محتدم إلى منطقة حرب باردة، تدفع أهلها للنزوح خارجها.
وعلى الرغم من أن وجود النازحين في أي مكان بات يستدعي التساؤل بحثا عن إجابات تؤكد أنهم فعلا مجرد أناس فروا من ويلات الحرب ليجدوا مكانا آمنا تغمض فيه أعينهم، ولو كان غطاؤهم السماء. يطل النازحون كمشكلة إنسانية تعيب المجتمع المضيف المنهك وسلطاته والمنظمات العاملة في المجال الإغاثي.

​جبهات جديدة في مكيراس ترسل النازحين لأوضاع أسوأ من الحرب
​جبهات جديدة في مكيراس ترسل النازحين لأوضاع أسوأ من الحرب

لا يخفى على أحد الوضع الخِدمي والصحي والأمني الذي تعيشه محافظة أبين، لكن ذلك لم يمنع الفارين من نيران الحوثي من الحديدة وتعز والبيضاء من أي يتخذوها وجهة لهم، لتبدأ هناك رحلة معاناة أخرى فصولها العوز والاحتياج لأبسط مقومات الحياة، الحياة التي من أجلها تركوا ديارهم ومدنهم بحثًا عنها في مخيمات زنجبار ولودر. "الأيام" زارت مخيم النازحين في حارة الطميسي بمدينة زنجبار لتلمس الهموم والصعوبات التي تواجههم ونقلها دون تحيز.


النازحون هناك يعيشون أوضاعا بالغة السوء، يعانون من الفقر والجوع، ويعيشون داخل عشش مبنية من الأشجار، ولا تصلح للسكن، فلا مياه ولا صرف صحي، ولم يسجل حضور لأي من المنظمات الدولية التي دأبت تتغنى بالمساعدات التي تقدمها "للنازحين" لتتركهم يواجهون الفقر والمرض وتقلبات الطقس دون مدهم بما يعينهم على ذلك.

90 أسرة فرت من خط النار إلى المجهول والعدد مرشح للزيادة
90 أسرة فرت من خط النار إلى المجهول والعدد مرشح للزيادة

محمد أحمد غلاب، نازح من بيت الفقيه في الحديدة يقول: "نعيش ظروفا صعبة ومعقدة في مخيم النازحين بزنجبار، الذي لا تتوفر فيه سبل العيش، فمنذ وصولنا إلى المخيم قبل ستة أشهر لم نستلم أي مساعدات غذائية أو إيوائية من المنظمات الدولية والإغاثية وتركونا نواجه مصيرنا".

"وضعنا يصعب على الكافر، تركنا ديارنا مرغمين بعد أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها .. أنا وأسرتي نبحث عن الطعام لنسد به جوعنا يوميا منتظرين قدوم المنظمات الدولية التي لم تزرنا"، قال  مصطفى حميد، الذي نزح من منطقة زبيد بالحديدة.

وأشار حمود أحمد، من تعز إلى أنه يقيم في مخيم زنجبار هو وأسرته المكونة من تسعة أفراد، ولم يحصل على أي مساعدة من المنظمات منذ نزوحهم قبل ستة أشهر.


وأوضح: "لا نعلم لماذا تتجاهلنا هذه المنظمات. المخيم لا تتوفر فيه أبسط مقومات العيش، وكما تشاهدون عشش نعيش فيها لا تصلح حتى للأغنام، لكن هذه هي الحياة التي نعيشها والحروب لا ترحم ومن خرج من داره قل مقداره"، وطالب المنظمات الدولية والإغاثية بزيارة المخيم وتلمس الهموم التي يعاني منها النازحون وتقديم الدعم اللازم.


الحاجة فاطمة حمود العبسي، تركت منزلها في بيت الفقيه، وجاءت لتسكن مخيم النازحين في زنجبار، وتشير إلى أن المليشيات الحوثية أجبرت المئات على ترك ديارهم مرغمين، والعيش في مثل هذه المخيمات في ظل ارتفاع درجة الحرارة في زنجبار. "كل ما نتمناه أن تتوقف هذه الحرب الظالمة ونعود إلى منازلنا ونعيش بأمن وأمان. تعبنا من التشرد والنزوح الذي لا يرحم صغيرا ولا كبيرا" تمنت الحاجة فاطمة.


وفي مخيم النازحين في مدينة لودر يعيش النازحون ظروفا استثنائية ومعقدة، خاصة الذين نزحوا مؤخرا فارين من خطوط التماس والحرب التي بدأت تشتعل في منطقة المحلحل بمديرية مكيراس بين المليشيات الحوثية والمقاومة الجنوبية.


جميع أولئك النازحين بحاجة ماسة لتلقي الدعم من قبل المنظمات الدولية والإغاثية في أسرع وقت ممكن، إذ إن 90 أسرة نزحت من مناطق التماس، والعدد مرشح للزيادة في ظل استمرار التهديدات الحوثية على الأمنيين بالإضافة إلى  1800 أسرة نزحت جراء الحروب التي شهدتها المحافظة منذ العام 2011 - 2015 ولا زالت المناشدات تتوالى لتقديم كل أوجه الدعم وتقديم المساعدات الإنسانية سواء للنازحين مؤخرا أو من سبقوهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى